قبل أيام شاهدت برنامجا وثائقيا على قناة الحرة يتحدث عن مسجد في لندن يقوم بمهمة التوفيق بين الذكور والإناث من الجالية المسلمة بهدف الزواج، يلجأ الشباب والفتيات لهذا المركز بغرض إيجاد شريك العمر من خلال استبانة يعبئها ويذكر فيها الصفات المرجوة، الشباب يلجؤون لهدف الزواج، العائلة والاستقرار، أما الفتيات فيلجأن لذات الهدف لكن مع دافع مؤلم وهو الرغبة في الزواج للزواج فقط فكونها عزباء وهي على مشارف عمر الثلاثين مثيرا للشكوك والتساؤل، فالكل يضع علامة استفهام على هذا الفراغ في حياتها، تقول إحدى الفتيات التي تعاملت مع المركز: مللت من سؤال الجميع لي لماذا لم تتزوجي بعد؟ رغم كل الإنجازات والنجاحات التي نلتها يظل الكل ينظر ويدقق في هذا الشأن! أنا لا أعلم لماذا لم أتزوج.. أنا هكذا وفقط! تعاني النساء من إجحاف في تقييمهن في حال أنها لم تتزوج! مهما علت مراتبها وتقدمت وظيفيا ودراسيا يظل الكل يسألها أين الزوج؟ أين العائلة؟ الزواج، العائلة والاستقرار.. نِعمٌ عظيمة، ومن أجمل ما يمكن للمرأة أن تناله، على ألا يتحول هذا إلى كابوس! أنت باستطاعتك أن تحسب حسابك في دخلك المادي في خططك لنهاية الأسبوع لكن لأجل الزواج والاستقرار لا يمكنك أن تختار أبدا أنه النصيب والتوفيق والأرواح التي تتلاقى! المرأة تعيش تحت ضغط الزواج في مجتمعها وفي كل مجتمعات العالم فهي لا تكتمل ما لم تتزوج وتنجب، حتى لو لم تكن هذه رغبتها الحقيقية وحتى لو أنها لم تجد الرجل المناسب، في أحيان كثيرة تكون المتزوجة التعيسة أكثر احتراما من عزباء ناجحة! والمضحك في الأمر أن هذا الضغط على المرأة ينتج من بنات جنسها النساء، فالمرأة العزباء تشعر بغربة شديدة في حال تواجدها مع نساء متزوجات، تشعر باختلاف الاهتمامات واختلاف الظروف وفي حالات كثيرة تشعر بنظرة الشفقة على عزوبيتها! لكن أعتقد أنه من الصعب تغيير نظرة المجتمع لكن من الأسهل زيادة ثقة المرأة بنفسها وتجاهل انتقادات أشخاص بعيدين عن حياتها وشؤونها!