يخضع شاب عشريني للعلاج المكثف في أحد مستشفيات الطائف، ويقيم تحت حراسة أمنية مشددة، بعد محاولته الانتحار بإلقاء نفسه من مكتب أحد المحققين في هيئة التحقيق والادعاء العام بمكةالمكرمة في الدور السادس. وأكد الناطق الرسمي بالعاصمة المقدسة الرائد عبدالمحسن الميميان ل «شمس» أن الشاب قفز من إحدى نوافذ هيئة التحقيق والادعاء العام بمكةالمكرمة خلال مجريات التحقيق معه وهرب إلى محافظة الطائف، حيث تمكنت الجهات الأمنية هناك من القبض عليه، وستعيده إلى شرطة المنصور لاستكمال التحقيقات معه في إحدى القضايا التي أوقف على أثرها، وذلك بعد تماثله للشفاء، مؤكدا أن القضية لم تنته بعد. وحاولت «شمس» الاتصال بهيئة التحقيق والادعاء في مكة إلا أنه لم يكن هناك أي تجاوب. فيما التقت بالشاب سعد عبدالعال الحارثي الذي زعم أنه أقدم على الانتحار هربا مما أسماه ب «الأسئلة الاستفزازية» الموجهة له من أحد المحققين، وقال «عندما وجدت نفسي محاصرا بالأسئلة لم يكن أمامي إلا إلقاء نفسي من الطابق السادس خلال مجريات التحقيق في قضية اعتداء مقيمين، أحدهما عربي، على حرمة منزلي في مكة، ما دفعني إلى إطلاق النار من مسدس كان بحوزتي لتخويفهما». وأضاف «أسئلة المحقق جعلتني أشعر بأنني المتهم في القضية، أوقفت عدة أيام قبل أن أحول إلى التحقيق، لكن ما دار من حديث خلال التحقيق دفعني للقفز من نافذة الشباك على غير وعي مني، وذلك عندما استغللت خروجه من مكتبه، وهو ما نتج منه إصابتي بكسر في اليد اليمنى ورجلي اليمنى وثلاثة كسور في الظهر». وذكر أن قصته بدأت مساء الخميس 16 صفر الماضي، حيث فوجئ بعد عودته إلى منزله عقب صلاة العشاء، بنزول شابين ملثمين من أحد المباني المهجورة المجاورة لمنزله، فطلب منهما الابتعاد إلا أنهما حاولا مهاجمته، فلم يكن أمامه خيار إلا إشهار سلاحه الشخصي وإطلاق رصاصتين في الهواء دفاعا عن نفسه ومحارمه، فلاذ أحدهما بالفرار، فيما تمكن من السيطرة على الآخر، وهو عربي الجنسية، ويضيف أنه أبلغ الشرطة التي أرسلت بدورها دوريات أمنية طوقت المكان ورفعت الأدلة الجنائية والبصمات. وأضاف «قرب صلاة الفجر توجهنا إلى قسم شرطة المنصور، وتم إيقاف المقيم العربي، وعدت إلى القسم بعد يومين لمعرفة ما توصل إليه التحقيق لكني فوجئت بتوقيفي ثم إحالتي إلى هيئة التحقيق والادعاء العام وتحديدا دائرة الاعتداء على النفس، وهناك أبلغت المحقق بتنازلي عن القضية بناء على تدخلات أهل الخير، إلا أنه حقق معي يومها، وأعاد التحقيق في يوم آخر، وكان يطرح علي بعض الأسئلة، وعندما غادر مكتبه وتركني وحيدا لم يكن أمامي إلا القفز من النافذة حيث كنت أنوي الانتحار، بسبب الحالة النفسية السيئة التي كنت أعيشها، لكني نجوت بأعجوبة وزحفت على الأرض مسافة عشرة أمتار إلى الشارع ليتجمع حولي الناس، وكان من بينهم سائق ليموزين أقنعته بإصابتي في حادث مروري، وطلبت منه نقلي إلى مستشفى الملك فيصل مقابل 100 ريال، وهناك أبلغت الجهات الأمنية بالواقعة» .