قدم أعضاء هيئة المكتب السياسي للحزب الوطني الديموقراطي المصري الحاكم استقالاتهم، وتم إعلان تعيينات جديدة شملت حسام بدراوي ليكون أمينا عاما للحزب بدلا من صفوت الشريف، وأمينا في الوقت نفسه للجنة السياسات التي كان يرأسها نجل الرئيس جمال مبارك، الذي استقال بدوره في ظل تسارع الأحداث، أمس، دون أن تسمح للمتابعين بالتقاط أنفاسهم. وواصل المتظاهرون اعتصامهم في ميدان التحرير مطالبين بتنحي الرئيس مبارك من منصبه، بعد يوم شارك فيه مئات الآلاف في مظاهرات حاشدة بالقاهرة وعدة محافظات. وواصل نائب رئيس الجمهورية عمر سليمان جلسات الحوار مع ممثلي القوى السياسية والأحزاب وبعض الشخصيات العامة. كانت هيئة مكتب الحزب الوطني تضم صفوت الشريف الذي كان أمينا عاما للحزب وجمال مبارك الذي كان أمينا عاما مساعدا للحزب وعلي الدين هلال الذي كان أمين الإعلام وأحمد عز الذي كان أمينا للتنظيم واستقال قبل بضعة أيام، إضافة إلى زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية. وحل الدكتور حسام بدراوي، وهو عضو الأمانة العامة للحزب وأحد أعضاء مجلس الشورى ومعروف بعلاقاته الجيدة مع المعارضة المصرية، محل كل من جمال مبارك وصفوت الشريف. وكان بدراوي عضوا في لجنة سياسات الحزب ولكنه كان يحتفظ بعلاقات جيدة مع العديد من شخصيات المعارضة على خلفية ما كان يبديه من آراء تؤيد انفتاحا سياسيا أكبر في البلاد. وعرف بانتقاداته الحادة للسياسات السابقة للحزب الوطني؛ الأمر الذي جعل كثيرا من المراقبين يفسرون تعيينه بأنه محاولة للتهدئة. وفيما دخلت الاحتجاجات في مصر يومها ال12، أعلن في القاهرة أن الرئيس مبارك اجتمع بالفريق الاقتصادي بالحكومة الجديدة، في محاولة على ما يبدو لإعادة تسيير الاقتصاد الذي أصيبت عدة جوانب فيه بالشلل بفعل تلك الاحتجاجات، وسط تجدد مطالبات واشنطن بتطبيق سريع للاصلاحات الديموقراطية. ولم تذكر وكالة أنباء الشرق الأوسط الحكومية، التي نقلت نبأ الاجتماع الحكومي، شيئا عن جدول أعمال هذا الاجتماع، لكنها أوضحت أن مبارك اجتمع مع رئيس الوزراء، ووزير النفط، ووزيرة التجارة والصناعة، ووزير المالية، ومحافظ البنك المركزي. وزار رئيس أركان الجيش الفريق سامي عنان، أمس، ميدان التحرير الذي يتجمع فيه المتظاهرون على مدى أيام وحثهم على ترك المنطقة. وقوبل عنان الذي كان في زيارة لأمريكا، أوائل الأسبوع الماضي، لإجراء مشاورات بهتافات من المتظاهرين بأنهم لن يتركوا المكان. وكان وزير المالية سمير رضوان صرح أمس، أن البنوك المصرية ستستأنف العمل، اليوم، بينما تفتح البورصة المصرية أبوابها، غدا. وبدأ العديد من المصريين يقلقون من خسارتهم لأجورهم وما ينتج عنه من تعثر لسير حياتهم اليومية، بسبب الاضطرابات. من جانبه، أعلن المعارض المصري، الحائز جائزة نوبل للسلام محمد البرادعي، أنه يأمل في أن يجري نقاشا «يفضل أن يكون قريبا» مع رئاسة أركان الجيش المصري حول «عملية انتقال السلطة دون إراقة دماء». وقال البرادعي، في مقابلة مع مجلة دير شبيجل الألمانية، إنه يرغب في أن يجري نقاشا مع قادة الجيش «ومن الأفضل في أقرب وقت لندرس كيف يمكننا الوصول إلى عملية انتقالية دون إراقة دماء». كما جدد دعوته لمبارك بالاستقالة في أقرب وقت ممكن