احتشد أكثر من مليون شخص في ميدان التحرير والشوارع المؤدية إليه والميادين والمناطق المحيطة به وسط العاصمة المصرية القاهرة، أمس، كما احتشد مئات الآلاف في مدن مصرية أخرى، منها الإسكندريةوالمنصورة وكفر الشيخ والمحلة والسويس وبورسعيد وأسوان، استجابة لدعوة المعارضة لانطلاق «تظاهرة مليونية» لإجبار الرئيس حسني مبارك على الرحيل. وهناك تقديرات أشارت إلى أن إجمالي المتظاهرين في جميع مدن مصر قارب ثمانية ملايين شخص. كان شباب الانتفاضة دعوا إلى «تظاهرة مليونية»، أمس الأول، في ميدان التحرير الذي أصبح مركز انتفاضتهم التي بدأت قبل أسبوع انقلبت خلاله الأمور رأسا على عقب في أكبر دولة عربية، ما أثار المخاوف من التداعيات المحتملة لما يحدث في مصر على الأوضاع الإقليمية. وامتدت الاحتجاجات خارج القاهرة، حيث تظاهر أكثر من 100 ألف في الإسكندرية وعشرات الآلاف في ثلاث مدن في دلتا النيل هي المنصورة وطنطا والمحلة الكبرى. وتجمعت تلك الجماهير رغم قطع وسائل الاتصال عبر الإنترنت والهاتف المحمول، وأيضا وقف خدمة القطارات على مستوى الجمهورية. وتعتبر هذه التظاهرات الأكبر منذ انطلاق حركة الاحتجاج. وفي الإسكندرية، ثاني مدن مصر، تجمع الآلاف مقابل محطة القطار الرئيسية في المدينة بأمل السفر إلى القاهرة للمشاركة في التظاهرات هناك. وكانت السلطات أغلقت كل الطرق المؤدية إلى العاصمة من المحافظات المجاورة، كما أوقفت كل خدمات سكك الحديد والحافلات لمنع المتظاهرين من التوجه إلى العاصمة. ويرى محللون أن المطلوب الآن هو «تنحي الرئيس مبارك» تمهيدا لقيام نائبه اللواء عمر سليمان بحوار مع قوى المعارضة من أجل التحضير لمرحلة انتقالية في البلاد، وأن تأكيد الجيش مشروعية مطالب الشعب «هو مقدمة للبحث عن خروج آمن وكريم للرئيس دون أن يهرب، على أن يبدأ بعد ذلك حوار مع القوى التي أطلقت الانتفاضة وخصوصا الشباب حول التحول الديموقراطي». ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن الزعيم المعارض محمد البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية قوله إن «على الرئيس مبارك مغادرة البلاد قبل حلول الجمعة المقبل»، الذي أطلق عليه المتظاهرون «جمعة الرحيل». وأوضح «يمكن لنا التحاور، ولكن ليس قبل أن تلبى مطالب الشعب، وأول هذه المطالب أن يغادر الرئيس البلاد». وأشارت الوكالة إلى قيام السفيرة الأمريكيةبالقاهرة مارجريت سكوبي بالتحدث هاتفيا مع البرادعي. على صعيد آخر، اتفقت أحزاب الوفد والناصري والتجمع والدستوري الحر المعارضة على إعلان سقوط شرعية نظام الرئيس مبارك والمطالبة بتشكيل حكومة ائتلافية وجمعية وطنية لإدارة البلاد وحل المجالس النيابية، ودعت الأحزاب الجيش إلى القيام بمهامه وفقا لأحكام الدستور. ورفضت الأحزاب الحوار الذي دعا إليه نائب رئيس الجمهورية عمر سليمان قبل التجاوب مع مطالبهم. وقالت الأحزاب إن هذا البيان يحظى بدعم جماعة الإخوان المسلمين رغم عدم مشاركتهم في الاجتماع. أما الحركات الاحتجاجية الشبابية التي أطلقت انتفاضة ال 25 من يناير فأكدت على لسان أحد قيادييها أنها ستختار ممثلها للحوار مع الدولة «ولكن بعد تنحي الرئيس» .