لم يعد غريبا أن نجد فنانا يدير حوارا اجتماعيا، ولا غرابة في أن نشاهد فنانة تلاحق المشهورين في دول متعددة لتواجههم بالأسئلة.. الأمر برمته موضة حديثة يحوك خيوطها فنانون وفنانات فضلوا الارتماء في أحضان البرامج المتلفزة بروح مذيع وبنكهة محاور، وتحولوا بين عشية وضحاها من ممثلين يؤدون أدوارا تمثيلية وسينمائية إلى مذيعين ومذيعات يديرون دفة الحوار تارة ويجابهون الضيوف بسيل من الأسئلة تارة أخرى.. انتقلوا من منفذين للعمل الفني إلى معدين للعمل الفضائي. ثمة تداعيات تفرض نفسها على هذه الصورة البعيدة عن الاحتراف من جهة وعن المنطق من جهة أخرى، المبررات لا تعدو كونها استرجاع شهرة غيبتها أجيال صاعدة أو البحث عن مال سائب قد لا تجيد بعض القنوات صرفه وفق الاتجاه العملي، وثمة مبرر يؤول إلى بوصلة الشهرة الجديدة على أعتاب المايكروفونات. «جواهر» أريام الفنانة الإماراتية أريام هي التي كرت السبحة وجعلت الفنانات يتوجهن إلى تقديم البرامج، حيث سبق أن قدمت برامج عدة في قنوات فضائية، ومن هذه البرامج برنامجها الشهير «جواهر» الذي استضافت من خلاله شخصيات كبيرة على المستوى الشعري، وحقق آنذاك نجاحا منقطع النظير، وأرجع بعض ممن تابعوا البرنامج إلى أن النجاح يكمن في احترافية أريام الإعلامية لاسيما أنها متخصصة إعلام. وهذا ما أكدته أريام ل «شمس»، حيث ذكرت أنها لو لم تكن تملك موهبة التقديم لما وافقت على تقديم برنامج جواهر، وأكدت أنها مثلما أثبتت نفسها كفنانة فرضت نفسها كإعلامية ومقدمة برنامج، مشيرة إلى أنها لا يمكن أن تتوجه إلى التقديم في المستقبل وتترك الفن؛ إذ تقول «الدراسة هي التي جعلتني لا أواصل تقديم البرامج، ولكن قد تكون هناك فرصة مستقبلية لأقدم برامج دون أن أقصر في حق الفن». ميساء و«موعد مع الخيران» وسلكت ميساء مغربي نفس المسار وقدمت برنامج موعد مع الخيران، ورغم تحفظ البعض على تقديمها للبرامج كونه لا يعني نجاحها ممثلة أنها ستنجح مقدمة برنامج، وقد تعرضت لانتقادات حادة جعلتها ترد قائلة «أتمنى أن ينتقدوني نقدا هادفا لأطور من إمكانياتي وأصل إلى مستوى كبار المذيعين»، وتبرر دخولها مجال التقديم إلى أنها تحب أن ترى نفسها في أكثر من مجال غير التمثيل. زهرة في «زهرة الخليج» زهرة عرفات تعتبر من الفنانات الخليجيات اللاتي برزن في الفترة الأخيرة في الظهور كمقدمة برامج، وكان لها تجربة في برنامج بنات حوا، وتقدم بين فترة وأخرى برنامج زهرة الخليج الذي تحاور من خلاله بمشاركة زميلاتها شخصيات فنية واجتماعية، وتؤكد زهرة ل«شمس» أن توجهها إلى تقديم البرامج لم يأت بحثا عن المردود المادي أو طلبا لمزيد من الشهرة بقدر ما ترغب في الاستفادة على المستوى الشخصي كزيادة رصيدها المعلوماتي والثقافي وتطور أفكارها وقدراتها الأخرى إلى جانب التمثيل، مشيرة إلى أنها يصل إليها الكثير من الأصداء الإيجابية التي تدعمها معنويا، معترفة في الوقت ذاته بأن هناك تأثيرا بسيطا في حضورها الدرامي؛ إذ تقول «الارتباط العملي في تصوير مسلسل لا يقل عن شهرين، لذا اعتذرت عن المشاركة بأعمال درامية رغبة في استكمال برنامجي». فاطمة تعود للغناء دون التقديم وذكرت الفنانة الغائبة الحاضرة فاطمة زهرة العين أن لها تجارب سابقة في تقديم البرامج، وذلك في برنامج كان يعرض على قناة سما دبي وهو «المغني»، مشيرة إلى أن العمل معدة ومقدمة برنامج مرهق جدا لاسيما أن الإعداد والتقديم يحتاجان إلى إعداد ووقت وتفرغ تام، فضلا عن المجهود الذي تبذله والمهارة التي تبرزها أثناء البرنامج مع الضيف، مشيرة ل«شمس» إلى أنها تجهز نفسها حاليا للعودة إلى مجال الغناء فقط دون الدخول أو الظهور في مجالات أخرى. داود أكثر الفنانين مغامرة ويعد الممثل الكويتي داود حسين أكثر الفنانين مغامرة في تقديم البرامج، فبعد أن قدم في الأعوام الماضية عددا من البرامج يعود حاليا ببرنامج «فاصل ونعود مع داود» الذي يسجل حلقات حاليا في القاهرة مع عدد من نجوم الفن. يسرا والضحك على المستوى العربي تبرز الفنانة يسرا التي قدمت برنامج «بالعربي مع يسرا» على قناة أبو ظبي الفضائية، وتلتقي يسرا من خلال برنامجها بمشاهير وعلماء في مجالات متعددة، ولأن المثل المصري العامي يقول – صاحب البالين كداب – فإن يسرا لم تستطع إقناع المشاهدين بأنها تجيد تقديم البرامج فقد غلب على برنامجها التهريج والضحك، ويبدو أن القائمين على البرنامج استغلوا شهرة وجماهيرية يسرا وكذبوا عليها بأنها قادرة على أن تنجح في تقديم البرامج مثلما نجحت في تجسيد الأدوار والشخصيات دراميا وسينمائيا، وتعترف يسرا بذلك قائلة «كل المواضيع كانت بعيدة عني ولم أعرف ماذا سأقول فيها، ولهذا فأنا كنت أمثل بالفعل، فالمشاهد العادي الذي لا يتطلب منه معرفة كل شيء في الحياة، وكنت أتعلم من ضيوفي الكثير وتعلمت معنى السياسة والديمقراطية». مصطفى ومحبة التقديم الممثل المصري مصطفى شعبان أرهقته السينما والدراما فقرر أن يخوض مجال التقديم لاسيما أن فكرة تقديم البرامج تراوده منذ أن دخل المجال الفني وقال «أنا خريج إعلام وأحب المجال الإعلامي لاسيما تقديم البرامج»، مشيرا إلى أنه لو خير بين الفن والإعلام لاختار الفن لأن الجمهور يعرفه فنانا، ويوضح «تقديم البرامج هواية والتمثيل احتراف، لذا من الطبيعي أن أنصف بينهما». وهذا ما ذكره الممثل الكوميدي أشرف عبدالباقي الذي له تجربة في تقديم برامج. إيناس تغير وجه البرامج وكانت المخرجة الجريئة إيناس الدغيدي قد «جازت لها هذه الظاهرة» فسارت معهن ولكنها قدمت برنامجا جريئا لا يقل عن أعمالها السينمائية، فاستضافت في برنامجها «الجريئة» في الجزء الأول مشاهير من الفن لتخوض معهم في حياتهم الخاصة بالأسئلة الساخنة، وبعد نجاح برنامجها – على مستوى الإثارة – قدمت الجزء الثاني من البرنامج وغيرت اسمه إلى «الجريئة والمشاغبين»، مستضيفة شخصيات من مجالات مختلفة، وبسؤالها – أي إيناس عن الدافع وراء تقديمها للبرامج قالت إنها ملت من البرامج المتشابهة ورغبت في أن تقدم للجمهور برنامجا مختلفا وجديدا يلبي رغبات المشاهدين، ولم تنكر أنها أيضا كانت تود الظهور بشكل آخر يعرفها من خلاله الجمهور بعد أن عرف أنها مخرجة الجراءة الأولى. عبير لونت حياتها فيما الفنانة العائدة عبير صبري إبان اعتزالها ظهرت كمقدمة برامج شرعية من خلال قناة اقرأ، ومن هذه البرامج «لوني حياتك»، وقد أكدت أن سبب لجوئها إلى تقديم البرامج في تلك الفترة يعود إلى أنها سئمت من «جلسة البيت» وحينما تلقت عرضا من قبل إحدى القنوات الدينية وافقت مباشرة بعد أن شعرت بأنها في حاجة إلى تقديم رسائل توعية وتثقيف على المستوى الشرعي والاجتماعي للأسر والمجتمع بشكل عام، إضافة إلى تناول القضايا الأسرية ومحاولة معالجتها بشكل عام. برامج لتوزيع الابتسامات ليس هؤلاء فقط هم الذين خاضوا مجال التقديم بل إن هنالك أسماء فنية كثيرة كان لها تجارب سابقة على مستوى تقديم البرامج والمسابقات، ومن هؤلاء نذكر الفنانة المعتزلة زينب العسكري التي قدمت برامج منها برنامج غنائي على قناة روتانا، وأيضا الفنانة أمل العوضي التي قدمت برامج وكانت تتفنن في الضحك، فيما كان لعبير أحمد تجربة مع برنامج شعري، وقدم أيمن زيدان برنامج المسابقات، بينما المطرب عبدالهم بالخير جعل من تقديم البرنامج مسرحا للتهريج وتوزيع الابتسامات، وهو ما ينطبق على حال الثنائي الكوميدي خالد العجيرب وأحمد عونان، إضافة إلى شهاب حاجية والذين يقدمون برامج مختلفة على قناة فنون منها برنامج سوالف .