استنفرت بعض المدارس في محافظة جدة، أمس، لوضع آلية لحفظ أوراق الأسئلة والإجابات بعد أن عاودت الأمطار هطولها قبيل المغرب، وأكد مدير مدرسة «فضل عدم ذكر اسمه» أن العديد من إدارات المدارس عقدت اجتماعات بعد هطول الأمطار تابعت فيها وضع حلول لحفظ الأوراق ونماذج إجابات الطلاب من الغرق. وجاء ذلك في الوقت الذي أكدت فيه إدارة التعليم بجدة أن أمس، لم يشهد أي حالات غياب عن أداء الاختبارات، وهو ما اعتبرته مؤشرا إيجابيا. المخاوف عاودت الطلاب وأسرهم عشية، أمس، إثر عودة الأمطار وتكون كميات من السحب في إشارة واضحة لهطول أمطار اليوم تزامنا مع آخر الأسبوع الأول من الاختبارات. وتسربت مخاوف لدى الطلاب من غرق بعض أوراق الإجابات أو سجلات التصحيح ورصد الدرجات خصوصا في المدارس الواقعة شرق وجنوب جدة، وأشار مدير مجمع أبحر التعليمي محمد عبدالله الزهراني إلى أن الاختبارات تسير بنظام دقيق وعملي ووفق تنفيذ تعليمات إدارة التربية والتعليم بجدة، مؤكدا وجود آلية للتعامل مع موسم الأمطار، وألمح إلى أن هناك متابعة يومية لضمان سير الاختبارات بشكل سليم. وأكد محمد السعيد «ولي أمر» أن المخاوف كثيرة ولكن الأمل موجود أن يتجاوز الطلاب هذه الفترة بسلامة، مضيفا أن هناك تنسيقا مستمرا بين إدارة التعليم والدفاع المدني والرئاسة العامة لمصلحة الأرصاد، وهو بحد ذاته مصدر اطمئنان. واعتبر منديل البارقي «ولي أمر» أن الخوف من الأمطار هذه الأيام كبير جدا، خصوصا وأن هذين الأسبوعين الغياب فيهما مرفوض بأي حال من الأحوال «لو كان يوما دراسيا فلا ضير بغياب ابنك تحسبا لأي طارئ واشتد خوفنا أكثر، أمس، عندما كان الجو ممطرا طوال اليوم، وكنا نتابع الشاشات التليفزيونية ترقبا لتعليق الاختبارات ولكن مرت الأمور بسلام». وقال الطالب إبراهيم الصالحي «ثالث ثانوي» إن هم الاختبار كان أكبر من التفكير في المطر بالنسبة إليه «كنا نجزم أن الاختبارات لن تؤجل، ونحن للأمانة نريد الخلاص من الامتحانات؛ لأنها تشكل عامل ضغط كبير علينا، ونأمل في تحقيق نتائج إيجابية من خلالها». وأشار إلى أن جميع الطلاب وأسرهم يتابعون تحذيرات الأرصاد ونشرات الطقس للتخلص من القلق والخوف الذي يلازمهم جراء هطول الأمطار. ولم يخف الطالب عبدالقادر أحمد خوفه من المطر، فهو يدرس في حي قويزة الذي تضرر بشكل كبير من سيول العام الماضي، واعتبر أن اهتمام الجهات الحكومية ووقوفها إلى جانبهم يخفف من العبء عليهم، ويجعلهم يشعرون بالاطمئنان فالجميع يعلمون للحيلولة دون تكرار ما حدث. وأوضح الطالب مهدي عوض أن أيام الاختبارات تعتبر من أجمل الأيام الدراسية، الذي يزيدها حلاوة سقوط الأمطار، ويضيف «هناك متسع طويل من الوقت بعد الاختبار يمكننا فيه الالتقاء بالأصحاب والتنزه ولا مخاوف لدينا من تكرار مأساة العام الماضي؛ لأن الجهود التي بذلت من الجهات الرسمية كبيرة ومطمئنة». من جانب آخر، أعلن المتحدث الرسمي لإدارة التربية والتعليم بجدة رجاء الله السلمي عدم تسجيل أي حالة غياب للطلاب أثناء الاختبارات طوال الفترة الماضية، مشيرا إلى أن الأمور سارت بشكل ممتاز. وأكد مدير تعليم محافظة جدة عبدالله الثقفي أن حالات التأخر للطلاب كانت بشكل فردي ولم تكن ظاهرة، موضحا أن هناك تنسيقا مشتركا مع الدفاع المدني من خلال ممثل لإدارة التعليم بغرفة العمليات الخاصة بالدفاع المدني، وفي حالة توجيهات الدفاع المدني بالحالة الطارئة يتم اتخاذ الإجراءات الكفيلة بتأمين سلامة الطلاب. وأوضح الثقفي أن مديري المدارس يتمتعون بصلاحيات كاملة في حالات الطوارئ واتخاذ اللازم من حيث صرف الطلاب أو إبقائهم داخل المدرسة بحسب الحالة