لم يكد عام 2010 يرحل بلا عودة ويحل العام 2011 محله، حتى بدأت التقارير والإحصاءات تذكر الكوارث والمصائب التي حلت على البشرية في العام الماضي، ورغم أن الكوارث الطبيعية لم تفارق الأرض منذ بدء الإنسان في تدوين الأحداث الكبرى التي تمر بها بيئته المحيطة من زلازل وبراكين وفيضانات وانهيارات أرضية، إلا أن وسائل الإعلام الحديثة وتسليطها الأضواء على الكوارث أدى إلى تدوين دقيق لتلك الحوادث وضحاياها وحساب الخسائر المادية والبشرية التي تنجم عنها. أعلنت الأممالمتحدة، أمس، أن أكثر من 296.800 شخص لقوا حتفهم إثر وقوع 373 كارثة طبيعية العام الماضي؛ ما كبد العالم نحو 109 مليارات دولار. ووفقا لما ذكره مركز البحوث في علم الأوبئة من الكوارث فإن عام 2010 «كان العام الأكثر دموية منذ عقدين على الأقل». وكان الزلزال القوي الذي ضرب هاييتي في 12 يناير 2010 أكبر حدث منفرد في العام، كما أنه تسبب في وقوع أكبر عدد من القتلى بلغ أكثر من 222.500 قتيل. وقال المركز الذي على صلة باستراتيجية الأممالمتحدة للحد من الكوارث إن موجة الحر التي ضربت روسيا خلال فصل الصيف تسببت في وفاة نحو 56 ألف شخص «بصورة مباشرة» وتعد ثاني أكبر كارثة دموية. وقد تضرر نحو 207 ملايين شخص في أنحاء العالم من الكوارث الطبيعية التي تشمل الفيضانات والزلازل والانهيارات الأرضية. وصنف الزلزال القوي الذي ضرب تشيلي في فبراير الماضي على أنه الكارثة الطبيعية الأكثر تكلفة، حيث بلغت قيمة الخسائر نحو 30 مليار دولار. كما أودت الزلازل بحياة 2968 شخصا في تشيلي في أبريل الماضي، في حين لقي 2000 شخص حتفهم جراء الفيضانات التي شهدتها باكستان. وقالت مارجريت والستروم مبعوثة الأمين العام للأمم المتحدة للحد من الكوارث في بيان لها «إذا لم نتحرك اليوم سنشهد وقوع مزيد ومزيد من الكوارث بسبب التوسع الحضري غير المخطط والتدهور البيئي». وأضافت والستروم «كما أن الكوارث المرتبطة بالمناخ ستتزايد بالتأكيد في المستقبل بسبب عوامل، منها التغير المناخي». وحذر المركز من أن جزءا مما يجعل الكوارث الطبيعية الحديثة أكثر دموية وتكلفة هي العوامل البشرية مثل الكثافة السكانية المرتفعة في المدن غير المخططة بصورة جيدة .