تابع الجانبان الصيني والأمريكي الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس الصيني هوجينتاو إلى أمريكا، خاصة بعدما أعرب المسؤولون في البلدين عن رغبة مشتركة لدى كل منهما فى تحقيق النمو السليم والمستقر للعلاقات الثنائية بين الصين، بصفتها أكبر دولة نامية فى العالم، وأمريكا، أكبر دولة متقدمة. وجاءت الزيارة بمناسبة الذكرى ال30 لإعادة فتح باب التواصل بين البلدين. وحضر هوجينتاو سلسلة من النشاطات الرسمية فى واشنطن بما فيها محادثات مع الرئيس أوباما واجتماعات مع بعض كبار الأعضاء بالكونجرس الأمريكي، وزيارة شيكاغو. وتناول الجانبان الأسس والمبادئ السياسية المطلوبة لتعزيز العلاقات، والوضع في شبه الجزيرة الكورية، وبعض القضايا الدولية والإقليمية المهمة، والعلاقات الاقتصادية والتجارية، إضافة إلى التعاون فى مجالات حماية البيئة والطاقة الجديدة والتكنولوجيا الفائقة وفى مجالات الثقافة والتعليم والعلوم الإنسانية والسياحة. وفى العام الماضي، مرت العلاقات بصعوبات وتحولات وشهدت صعودا وهبوطا لأسباب مختلفة. ولذلك كان اجتماع القمة بين الزعيمين فرصة مهمة لتعميق الاتصالات وتعزيز التواصل الصريح بين الطرفين وتنميته فى العقد المقبل. ومنذ أن نجح الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر في تطبيع العلاقات مع الصين عام 1981، حافظ زعماء البلدين على الاتصالات الوثيقة حول القضايا الرئيسية عبر الزيارات المتبادلة والاجتماعات والمحادثات الهاتفية والمراسلات. وقدمت هذه التبادلات دعما قويا للنمو المستدام للعلاقات الثنائية رغم وجود خلافات عرضية. وتعتبر الزيارة هى الثانية التي يقوم بها هوجينتاو لأمريكا، وشهدت الاجتماع الثامن بين زعيمي الدولتين منذ تولى أوباما الرئاسة. وكشف مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق زبيجنيو بريجنسكي في مقالة نشرها في صحيفة «نيويورك تايمز» بعد عودة علاقات التعاون بين الجانبين الصيني والأمريكي أنه «لا ينبغي أن يمانع الجانبان في مناقشة الخلافات بين البلدين علنا، بل يجب عليهما فعل ذلك في حالة معرفة كل منهما حاجته إلى الطرف الآخر. إن الفشل في توطيد وتوسيع التعاون الثنائي لن يلحق الضرر بالبلدين فحسب، بل بالعالم بأسره أيضا».