أكد الدكتور عابد السفياني، عميد كلية الشريعة بنجران، أن الإسلام أقر الوسائل المثلى التي ينبغي على المسلمين التزامها لتحقيق الأمن الفكري، ومن ذلك تحقيق الإيمان والإسلام ظاهرا وباطنا، والاعتصام بجماعة المسلمين، وترك الأهواء المضلة التي أحدثتها الفرق والمذاهب الشركية، ونبذ الأفكار التي تروجها المذاهب الفكرية المعاصرة، وتلك التي تدعو إلى غير دين الإسلام «فالشريعة الإسلامية أتت لتحقيق المصالح على التمام والكمال حتى مع النظر في تقصير الإنسان، والناس يرتفعون إلى هذا المستوى بقدر ما يبذلون، فإذا صدقوا مع الله سيحققون مصالحهم الدنيوية والأخروية». وأشار السفياني إلى أن القرآن الكريم اهتم بموضوع الأمن اهتماما عظيما، ونهى عن الموبقات التي تزعزع استقرار الناس، في قوله سبحانه: «قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون»، فهذه الآية توضح، كما يقول السفياني، أن انتشار الظلم والبغي يؤثر على شعور الناس بالأمن على أنفسهم وأموالهم وأهليهم «كما أن الجزء الأخير من الآية يشير إلى المذاهب الفكرية التي تتقول على الله بغير علم مثل الشيوعية والإلحاد والوجودية ونحوها». وعزا السفياني افتقاد بعض المسلمين الأمن، إلى تعلقهم بهذه الأفكار والتصورات الضالة، مقترحا جملة من الأساليب التي تكفل لهم علاج هذه الأزمة الفكرية الخطيرة «ومن ذلك الأسلوب العاطفي الوعظي والتربية والتوجيه، وهو أسلوب مهم، وأسلوب الفتاوى، وأسلوب التأصيل والحوار والمناقشة». ورغبة في حفظ الأمن الفكري، طالب السفياني المسلمين بالاحتكام إلى الشريعة، والاعتصام بالسنة وأهلها، والحذر من الخلاف المذموم، وترك الاغترار بالدنيا وفتنتها، وعدم الانجراف وراء التجارب الغربية. وحث السفياني جمهور المسلمين على الرجوع إلى تراث الإسلام وكتب الفقه لدراسة طريقة انتشار هذا الدين، ودراسة قضايا الجهاد والسلم والحرب «فالأمة تحتاج إلى أن ترجع إلى أصولها وتعتصم بالكتاب والسنة وتجتمع على علمائها، وتوازن الأحداث، فالقتال بين المسلمين وزعزعة الأمن لا يبرره شيء على الإطلاق مهما وقع من الإرهاب ضدهم في العالم».