رجح خبراء في علم الزلازل أن تكون الهزة الأرضية التي شعر بها أهالي المنطقة الشرقية، مساء الثلاثاء الماضي، عبارة عن اختلالات في طبقات الأرض السفلية؛ جراء الأمطار الغزيرة التي شهدتها المنطقة خلال الأيام الماضية. واستبعد أستاذ علم الزلازل «الجيو فيزيائية» الدكتور عبدالله العمري حدوث أي زلزال في المنطقة أو حتى هزات ارتدادية لأخرى قريبة، مضيفا أن جميع المراصد القريبة من المنطقة التي شعر فيها المواطنون والمقيمون بالهزة في محافظة الخبر لم تسجل أي بيانات زلزالية «ربما يكون السبب أي شي آخر غير الزلازل، فربما يكون نابعا عن أعمال الحفر والصيانة في المواقع المذكورة، أو خلخلة في باطن الأرض جراء الأمطار، ومثل هذه النوعية ليست مؤثرة ويشعر بها الناس في نطاق محدود لا يتجاوز في الغالب ال 2 كيلو متر مربع». ولم يستبعد الدكتور العمري أن يكون شعور الناس بالهزة نابعا من تفجيرات المصانع القريبة وأعمالها المختلفة، مثل مصانع الأسمنت أو الأحجار، مشيرا إلى أنه لم يتلق في قسم المساحة الجيولوجية أي بلاغ من الجهات المعنية يفيد بوجود هزة أرضية. من جانب آخر، لم يصدر عن الدفاع المدني بالمنطقة الشرقية أي تعقيب حول الحادثة، ولم تجد محاولات التواصل مع المسؤولين. إلى ذلك، أكد عدد من المواطنين ل «شمس» وقوع الهزة التي انتشر الحديث عنها منذ الثلاثاء الماضي، مطالبين الجهات المعنية بشرح مفصل عن سبب الهزة ومدى خطورة الموقف، مشيرين إلى أن الإسكان يقع تحت وطأة شركات الصيانة التي لم تقم بعملها كما يجب تجاه التسريبات والتصدعات في المباني والأرصفة والإسفلت. وذكر محمد القحطاني أحد ساكني الحي الثامن، أنه أحس في الساعة 11:30 تقريبا من مساء الثلاثاء الماضي باهتزازات خفيفة للأرض تحت قدميه، وذلك عند خروجه من مواقف السيارات أمام العمارة ولكن دون أي صوت يذكر «عندما سألت بعض الشباب عن شعورهم بالاهتزاز، أفادني البعض منهم بأنهم شعروا بذلك في الوقت نفسه» أما وليد حامد أحد ساكني الحي السادس، فأوضح أنه أحس بالاهتزاز في أثاث المنزل قبل منتصف الليل بوقت بسيط «جميع من أعرفهم شعروا بالهزة نفسها، والجميع هنا يريد أن يعرف ما سببها حتى ولو كانت بسيطة». ويؤكد عبدالله الصقيري أحد ساكني الحي الثامن، أنه هو وجميع من في المنزل شعروا بارتجاج بسيط في المبنى لم يستمر سوى ثانيتين ولم يصدر أي صوت. ويضيف أنور اليامي «أمن الإسكان» قائلا «خرجت في وقت الهزة لأتفحص المباني بحثا عن أي أضرار، ولكني لم أجد أي آثار، عندها استوقفتني دورية شرطة كانت تجوب الحي لتستفسر مني عن سبب خروجي في هذا الوقت فأخبرتهم بأن هناك هزة حصلت في الحي وأفادوني بأن هناك أيضا أنباء عن اهتزاز في الخبر الشمالية». ويوضح أبو فارس أحد ساكني الحي السابع، أنهم شعروا جميعا باهتزاز الأواني على سفرة الطعام أثناء تناولهم للعشاء «كان أمرا مفزعا للصغار خصوصا»، داعيا مسؤولي الأرصاد إلى تفسير هذه الظاهرة خصوصا وأن الإسكان يعاني من التسريبات الكثيرة منذ زمن، والتي أثرت بدورها على صلابة مبانيه ومدى صمودها في وجه الزلازل. إلى ذلك، لم تستطع «شمس» تحديد ما إذا كانت التصدعات التي تملأ شوارع وأرصفة وبعض الأجزاء في مباني إسكان الدمام ناتجة عن هزات أرضية أم أنها مجرد ناتج عن رداءة المواد التي يستخدمها مقاولو الصيانة .