لم تهدأ العاصفة التي اجتاحت المجتمع السعودي، بشأن الحملة الشبابية التي اختارت شعارها «لايق عليك»، وما أثير حول ملاحقات بشأن أعضائها، إلا ونسخ الشعار في جهة أخرى، ولكنه بأياد ناعمة. داخل جامعة الأميرة نورة، خرج الصوت النسائي مرددا هذه المرة «لايق عليك»، مشابها للعنوان، لكنهن اعتبرن أن الأمر بعيد عن التحدي ولغته، ونفين أن يكن منضمات تحت أي نوع من البنود التي تروجها الحملة في نسختها الشبابية، ومؤكدات أن استنساخ المسمى، يعكس جدوى العنوان، ولا يعكس التضامن في الأهداف. ويشددن على أنهن طالبات في الفرقة الثالثة بكلية الخدمة الاجتماعية، جمعهن الهدف المشترك، روح التغيير، المرتبط بالحيز الجامعي، وروح التحدي للخروج من أسوار الجامعة لكل المجتمع، فيما الحملة الأم الشبابية، فلها ما لها وعليها ما عليها. الحملة التي أسست مجموعتها القائدة الطالبة عايدة الشمري، تلعن أنه من أهم أهدافها «دمج الدين بالحضارة والالتفات لمظاهر الذوق العام لدى الطالبات، وجعلها ضمن الحياة اليومية، نشر ثقافة التعامل اللبق وحسن المنظر وجمالية الأخلاق، فن التخاطب، ولغة الجسد وكيفية جعلها أسلوبا من أساليب الحياة». «شمس» اقتربت من حملة البنات، التي تجد إشرافا تربويا من إحدى الأكاديميات، الأستاذة نوال العيبان، والتي أقيمت في ردهات الجامعة لمدة ثلاثة أيام، ثم انتهى العرس، ولم تنته الحملة، فكانت التفاصيل مع عايدة الشمري: -هل تودن استكمال ما بدأه الشباب؟ لا طبعا فأهدافنا مختلفة تماما، ولكننا نعترف أننا اقتبسنا الاسم فقط؟ - ولماذا فضلتن اختيار مسمى ربما عرفه المجتمع بكثير من الشكوك خاصة في ظل تحري هيئة الأمر بالمعروف عنه؟ الاسم ليس حكرا على أحد، فهو من حق الجميع، لكن الأهداف هي التي يجب أن تجير باسم أي جهة تحدد أهدافا، وبدورنا اعتقدنا أن الاسم يبلور أهداف حملتنا، بل ونراه عصريا يحاكي اهتمامات الطالبات. -لكن الهيئة تتحرى عن الحملة المعنية، فلماذا دخلتن طرفا في الأمر، ووضعتن أنفسكن في دائرة الشبهات؟ نحن لم ندخل في أي شبهة، بل أطلقنا حملتنا وفق رؤية تربوية، ترعاها تربويات، ولم تنبتها خواطرنا وفق أهواء شاذة، بل هدفنا العمل العام، أما بالنسبة لتحري الهيئة عن اسم الحملة الشبابية، فالأمر لا يعنينا من قريب أو بعيد، فهي ملاحقة إن صحت تتعلق بأهداف حملة الشباب وطريقة طرحهم لأهداف بعينها، لكننا بريئات من أهداف الأولاد، وربما كانت النقطة الوحيدة التي نلتقي فيها مع حملتهم هي الاسم فقط. -ألهذه الدرجة استعصى الاسم عليكن، فلم تجدن غير التكرار؟ بصراحة كان هناك اختلاف على المسمى، ولكن لم نجد مسمى يبلور ويعكس أهدافنا أفضل من هذا الاسم، والذي اختارته طالبة، فوجدنا فيه مبتغانا فاخترناه ببساطة. - هل لكنّ رؤية أو أجندة للتغيير؟ رؤيتنا للتغير، بسيطة جدا، لارتباطها بالتغير المعنوي، وجعله للأحسن، ورسالة حملتنا هي «خليك كول زي ما أنتي، خليك أنيقة زي ما أنتي، لكن خليك مبتسمة، أفشي السلام، تعاملي مع الناس باحترام وذوق، خلي أخلاقك لايقة عليك» لا دعم - من وراء دعمكن في الجامعة؟ لا نخفي أن الدعم كان قليلا، كان معنويا فقط ، حتى أن الحملة التي استمرت ثلاثة أيام لم تحضرها كثيرات من عضوات هيئه التدريس، لتبقى جهودنا ذاتية. - ربما كانت شبهة الاسم التي أبعدتهن؟ اسألهن، فهن الأحرى بالإجابة. - هل تمتد عضوية الحملة إلى الطالبات أو العناصر النسائية من خارج الجامعة، أم أنها حكر على الداخل في جامعة الأميرة نورة، وأليست هنا محدودة التأثير؟ لم نعتمد حاجزا معينا لحملتنا، بل العضوية غير محددة، ومفتوحة لكل من تعرف قيمة «لايق عليك»، وتنتمي للتغيير وفق تلك الرؤى والأهداف لصالح المجتمع، وأملنا في التوسع للجامعات الأخرى أولا ثم لكل بنات المجتمع، من هنا نجد الحملة ليست محدودة التأثير طالما أنها تمتد لكل الطالبات، لأنهن يمثلن جزءا هاما في المجتمع، ومع ذلك نعتزم تقديم حملات أخرى، على مستوى بقية الكليات، تعزز الأهداف المختلفة، بما يواكب روح عصرنا ولا يخرج عن تعاليم ديننا. هروب الأساتذة - هل توزعت أدواركن؟ وهل هي طلابية؟ أم رافقكن في التنفيذ كادر من طاقم التدريس؟ نعم كانت أدوارنا موزعة منذ اللحظة الأولى للانطلاقة، لكن للأسف لم تساعدنا أي جهة أو طاقم تدريسي، فلم نشعر بتواجد أحد بجوارنا سوى أستاذة المادة الدكتورة نوال العيبان. - أخيرا ماذا تتمنين؟ أولا يكفينا أننا بدأنا من جامعة الأميرة نورة التي تتميز في كل شيء، ثم نريد توسيع نشاطنا، ونتعاون مع المؤسسات الاجتماعية لدعم أهدافنا .