طالب الرئيس التنفيذي وكبير المستشارين في مكتب إدارة الجودة الشاملة بماليزيا الدكتور رانجيت مالهي، وزارة التربية والتعليم، بتعزيز الوضعية الراهنة باستقطاب معلمين جيدين، داعيا إياها إلى أن تتعلم في هذا الخصوص من تجربة سنغافورا وفنلندا. وهاجم خلال مشاركته في المؤتمر الدولي الأول للجودة الشاملة في التعليم العام، أمس، مدير إدارة التدريب والتطوير التربوي بوزارة التربية والتعليم حسن العازمي الذي تتداخل بقوله «أنت ركزت على أن المعلم هو العامل الرئيسي في نقل الجودة»، قائلا «لا تسيئوا الفهم، لم أقل أبدا إن المعلم هو العامل الرئيسي، وما قلته إن العنصر الوحيد في التقدم هو المعلم، ولكن يجب التركيز عليه عند تحويل المدرسة ونقلها إلى مجال الجودة، إضافة إلى عناصر أخرى منها ثقافة المدرسة وثقافات أخرى»، مبينا أن الوزارة إذا استخدمت أسلوبا متقدما من التفكير وفي التعليم النفسي ستحقق مدارس ذات جودة في المملكة. وأوضح أن المعلم في المدارس ذات الجودة يمكن أن يركز بنسبة 80 % من وقته على التدريس الفعال والناجع. وعرض مالهي عددا من الأدلة التي تدل على أن المعلم عنصر أساسي جوهري، مستدلا بالأبحاث التي قام بها وأوضحت إحصاءاتها أن أكثر من 30 % من طلاب المدارس يرتبط أداؤهم بأداء المعلم، وأن دراسة أخرى أكدت أنه إذا توفر المعلم الجيد في المدارس الإعدادية يمكن للطلاب أن يتقدموا ثلاثة أضعاف ما يمكن أن يتقدم به طلاب المعلم الفاشل «لذلك يجب أن نولي التعليم في المدارس الإعدادية أو الابتدائية أهمية بالغة، والأبحاث تدل على أن العنصرين الأهمين هما في السنة الأولى والثانية، ويجب أن نشدد ونركز على التثقيف». إلى ذلك، أكد البيان الختامي للمؤتمر الدولي الأول للجودة الشاملة في التعليم العام، على ممارسات الجودة وتطبيقاتها والاستفادة من تجارب الدول المتقدمة بما يسهم في رفع كفاءة النظام التربوي وجودة مخرجاته في ضوء متطلبات القرن 21، والتحقق من صحة الممارسات الحالية في مجال تطبيق الجودة قياسا على أفضل التجارب العالمية في هذا المجال، مبينا أن أهدافه جاءت منسجمة مع الرغبة الجادة لوزارة التربية والتعليم في البحث عن الأفكار الجديدة والمبادرات والابتكارات التي تسهم في تطوير جودة التعليم العام، والتركيز على الفرص التحسينية فيه، وتوجيهه نوعيا نحو تعزيز الاقتصاد المعرفي والاستثمار في الإنسان. وأوضح أن المؤتمر ناقش أهم القضايا المتصلة بأهدافه ومحاوره ومواضيعه، وأبرزها دور القيادة العليا في دعم الجودة وإدارة التغيير بفعالية، وتعزيز ثقافة الجودة الشاملة في التعليم العام وقيادة التغيير نحوها لتصبح ثقافة وسلوكا اجتماعيا ووطنيا، وأهمية النهوض بمرحلة رياض الأطفال لما لها من أثر مباشر في تجويد مخرجات التعليم، وأهمية التأسيس لميثاق وطني للجودة يحدد الأهداف والسياسات العامة لتوحيد الجهود المبذولة في القطاعين العام والخاص والاستفادة من تجارب المنظمات العالمية والعربية والمحلية التي حققت أفضل الممارسات في جودة التعليم، وأهمية التدريب المستمر في مجال الجودة الشاملة للقيادات التربوية، وإنشاء مراكز للدراسات والبحوث المتخصصة تعنى بنشر ثقافة الجودة وتطبيقاتها في المجال التربوي، وعقد المؤتمرات والندوات والمنتديات في مجال الجودة لدورها في نشر ثقافة الجودة في المجتمع، وتكليف فريق من جميع القطاعات وأصحاب المبادرات لتفعيل الشراكة الاستراتيجية مع التأكيد على أهمية تحقيق أعلى معايير الجودة المنطلقة من تلك المبادرات، ومناقشة مفهوم جودة التعليم من منظور المستفيد الأول وهم الطلاب والطالبات سواء كانوا سعوديين أوغير سعوديين .