بعد أن قدم فريق الفتح الأول لكرة القدم في الموسم الماضي مستويات مميزة كسب من خلالها احترام الجميع واستحق البقاء، تراجع في الموسم الجاري حتى أصبح يتأرجح بين المنطقة الدافئة والمؤخرة.. أمور كثيرة وراء هذا التأرجح كشفها مدربه التونسي فتحي الجبالي من خلال حديثه الصريح إلى «شمس»، الذي أكد فيه أن طموحهم كان البقاء ضمن الكبار. ورشح الجبالي فريق الهلال لتحقيق لقب دوري زين، مشيرا إلى أن البطولة تحتاج إلى نفس طويل وخبرة عريضة، وعناصر تتوافر في الهلال، وبين أن نزف النقاط من الاتحاد والشباب رمى بهما بعيدا عن دائرة ترشيحاته.. أمور كثيرة تتعرفون عليها من خلال حديث الجبالي.. فإليكم ما دار فيه: قدم الفتح في الموسم الماضي مستويات جيدة بعكس هذا الموسم الذي لا يزال يصارع مع أندية المؤخرة.. فما الأسباب؟ ليس هناك أسباب جوهرية ولكننا عندما قدمنا لدوري الكبار الموسم الماضي كان لدينا الطموح لتقديم مستويات مميزة لضمان البقاء، وهذا ما تحقق لنا. وهل انتهى طموحكم بمجرد تحقيق البقاء؟ لا.. أبدا، فقد كان الطموح كبيرا وجلبنا لاعبين وجددنا عقود آخرين لدعم هذا الطموح، وبدأنا هذا الموسم الذي يفترض أن نكون قد اكتسبنا الخبرة للمشاركة فيه، ولكن البداية كانت صعبة بالنسبة لنا ونحن نقابل أقوى الفرق في بداية انطلاقة دوري زين السعودي؛ ما أفقدنا نقاطا أسهمت في تدني روح اللاعبين. وأين خبرتكم كأجهزة فنية وإدارية التي اكتسبتموها من الموسم الماضي للتعامل مع هذا الموقف؟ صدقني حاولنا احتواء الموقف ولكن لا تنس أننا كنا مجهولين للفرق في الموسم الماضي، فلم تمنحنا الاهتمام بعكس هذا الموسم الذي أصبح الكل يحسب لنا ألف حساب، فقدمنا مستويات جيدة ولكنها لم تكن مصحوبة بالنتائج وهي الأهم. وهل كان لتقديمكم مستويات جيدة في الموسم الماضي دور في زيادة الثقة وإهمال النواحي الدفاعية فحدثت الخسائر؟ قد يكون ذلك صحيحا، حيث اعتمدنا في الموسم الماضي على تكثيف النواحي الدفاعية والاعتماد على الهجمات المرتدة، وفي هذا الموسم اعتمدنا على الكرة الشاملة؛ فالفريق يهاجم كمجموعة ويدافع كمجموعة، ولو تلاحظ أننا أخذنا النقاط من فرق قوية لأننا اتبعنا الاعتماد على الهجمات المرتدة لوجود لاعبين يجيدون تنفيذها، أما الفرق التي في مستوانا فقد خسرنا أمامهم لأننا بحثنا عن الفوز وحده. ولكن ألا ترى أن تحقيق الفوز على الفرق التي تنافسك أهم من الفوز على الفرق الكبيرة؟ هذا صحيح، فقد كان كل همنا تحقيق مركز يليق بفريق الفتح ولكن ربما أن ثقة اللاعبين الزائدة هي التي ضيعت نتائج ونقاط الفرق المساوية من أيدينا، إما بخطأ لاعب أو خطأ حكم. كثيرا ما ترمون سوء النتائج على الحكام واللاعبين، ولكن لم تتطرق لأخطائكم كأجهزة فنية بتغير طريقة اللعب وسوء اختيار التشكيل المناسب؟ صدقني أتحدى من يثبت أنني تطرقت إلى التحكيم بعد المباريات، ولكن الحقيقة أننا خسرنا لاعبين في أوقات مهمة بسبب الإيقافات؛ لأن الحكام هنا لا يفرقون بين اللعب الرجولي والخشونة، أما تغير الطرق والتشكيلة فلكل خصم طريقة وتشكيلة تناسبه بحسب ظروف المنافس، وليس المهم الطريقة المتبعة والمتعارف عليها، ولكن الأهم هو تنشيط المجموعة. هناك من يقول إن معظم لاعبي الفتح قدموا من أندية كبيرة وبحثوا عن إثبات الوجود في الموسم الماضي، وبعد ذلك انتهى طموحهم.. فما ردك؟ لا أعتقد أن ذلك صحيح؛ فنحن لا نختار لاعبا إلا بعد التأكد من مردوده على الفريق، وجميع من جلبناهم لاعبون لهم سمعتهم التي تهمهم بالمقام الأول، كما أن اختيارهم للفتح كان لمعرفتهم بمستوياته الجيدة التي يقدمها ولا شك أنهم أضافوا للفريق بخبرتهم وعطائهم. وما رأيك في اللاعب أحمد بو عبيد؟ وما سبب إبعاده عن مشاركات الفريق؟ هو بلا شك لاعب كبير، ومردوده هذا الموسم أفضل من الموسم السابق على الرغم من بعده عن التسجيل قياسا بالموسم الماضي، كما أنه كان عنصرا أساسيا ومهما لم يتغيب عن المشاركة في المباريات إلا فترات بسيطة كانت نتيجة لظروف معينة أبعدته. وهل كان إبعاده بقرار فني أم إداري؟ اسمح لي بعدم الخوض في هذا الأمر، فقد قلت إنه عنصر مهم للفريق واللبيب بالإشارة يفهم، ويمكنك توجيه هذا السؤال لأحمد وهو خير من يجيبك. وما تطلعاتكم لبقية منافسات الدور الثاني لدوري زين السعودي؟ نحن نعرف إمكانياتنا ونشعر بتقصيرنا ونحن كمجموعة عاقدون العزم على تحسين النتائج والتقدم للأمام؛ لنسعد جماهير ممثل الأحساء الوحيد فريق الفتح، وبفضل الله حققنا نقاطا جيدة من خلال بدايتنا، ولكن أقول انتظروا الفتح فسترونه بحلة جديدة تسر محبيه. هل طلبت لاعبين لشغل بعض المراكز من خلال فترة الانتقالات الشتوية؟ بالتأكيد.. فقد قدمت تقريرا للإدارة وطلبت مدافعين ولاعب وسط متقدما، ولكن الأسماء لم تحدد حتى الآن. وما سر الارتباط بين الفتح ولاعبي النصر؟ لا يوجد سر محدد، فنحن ننظر إلى مردود اللاعب وليس إلى ناديه، ولكن ربما للعلاقة المميزة بين الإدارتين وتعاونهما دور في ذلك. وما ملاحظاتك على فرق دوري زين لهذا الموسم؟ كل الفرق استعدت جيدا وتقلصت الفوارق بين الأندية المسماة بالكبيرة وبقية الفرق، وأصبح من الصعوبة بمكان توقع نتيجة معينة بين الفرق صغيرها وكبيرها، ولكن تظل البطولة قريبة من الأندية المسماة بالكبيرة لامتلاكها النفس الطويل. شهد هذا الموسم تنافس أكثر من فريق على الصدارة.. فمن ترشح لتحقيق البطولة؟ صحيح.. هذا الموسم سيكون مثيرا وقويا وسيشهد صراعا للظفر بالبطولة، ولكن في اعتقادي أنها ستكون من نصيب الهلال؛ لأن البطولة تحتاج إلى النفس الطويل والخبرة الفنية لتحقيقها. وماذا عن بقية الفرق المنافسة كالاتحاد والنصر والاتفاق والشباب وحظوظها بتحقيق اللقب؟ نعم هذه الفرق مؤهلة للمنافسة، ولكني أرى أن حظوظها ليست كبيرة؛ فالاتحاد فقد نقاطا كثيرة بسبب تعادلاته في الجولات الأخيرة ما سبب ضغطا نفسيا رهيبا على لاعبيه أفقدهم التركيز، أما النصر فقد تقدم كثيرا هذا الموسم ولكنه بحاجة إلى المزيد من الصبر ليقوى عوده حتى ينافس وبقوة على البطولة فهو لا يزال في مرحلة بناء، وبطولة الدوري تحتاج إلى نفس وخبرة. وبالنسبة للاتفاق فينقصه الخبرة والنفس الطويل، أما الشباب فينطبق عليه ما ينطبق على الاتحاد. بوصفك مدربا.. من ترى من المدربين أنه الأفضل لمردوده على لاعبي فريقه؟ بلا منازع مدرب الهلال السابق جيريتس، فقد قدم فريقا منظما دفاعا وهجوما وترك بصمة واضحة وكبيرة على الهلال. ونحن مع انطلاقة كأس آسيا بالدوحة، كيف ترى حظوظ المنتخب السعودي في البطولة؟ صدقني المنتخب السعودي يمتلك شخصية الفريق البطل الذي ينافس على كل المشاركات، فهو مرشح وبقوة للقب، كما أن اللاعب السعودي يمتلك صفة تميزه عن بقية اللاعبين وهي المهارات الفردية العالية التي تمكنه من الوصول إلى تحقيق أهدافه بأقصر الطرق. ولماذا لم يتمكن اللاعب السعودي من الاحتراف خارجيا؟ هناك عدة عوامل سأختصرها لك.. مشكلة اللاعب السعودي تتمثل في عدم قدرته على تطبيق الاحتراف بمعناه الحقيقي، وتظل مشكلته في أسلوب حياته فهو ليس منضبطا ومنظما خارج الملعب؛ فالسهر والتدخين وسوء التغذية، بالإضافة إلى عوامل كثيرة أسهمت في قصر عمره في الملاعب، وهو بحاجة إلى تعديل فكره وعقليته الاحترافية؛ ليتمكن من الاحتراف الخارجي .