في سابقة تعد الأولى من نوعها التي تحدث لطلاب أجانب في كندا، عقدت المباحث العامة الكندية أخيرا، اجتماعا مع الطلاب السعوديين الدارسين في في جامعة «ننايمو» الواقعة في مقاطعة بريتش كولومبيا، لدواع أمنية. وكشفت إدارة الجامعة أن الاجتماع جاء بعد تسجيل الطلاب السعوديين المقيمين في المدينة مخالفات متكررة في مدينة ننايمو التي لا يتجاوز عدد سكانها 70 ألف نسمة، واصفة الاجتماع بالملح، مؤكدة أنها كتبت للملحقية الثقافية في أوتاوا بذلك وطلبت منها إرسال ممثل عنها لحضور الاجتماع، وضرورة أن يلتقي رجال المباحث العامة مع الطلاب في محاولة لشرح بعض الملاحظات الأمنية ومساعدتهم للاندماج الناجح والتفاعل مع المجتمع المحلي. وذكرت أن مخالفات الطلاب السعوديين تنوعت بين المشاجرات، وشرب المسكرات، واستعمال المخدرات والتحرش بالنساء والاستهتار برجال الأمن، إضافة إلى مخالفات السير وأنظمة المرور، وعدم الالتزام بإنذارات الجهات الأمنية عند تسجيل مخالفة على الطالب، ومنعه من دخول منطقة محددة. وأوضحت أن إدارة الجامعة والمباحث العامة الكندية سيعملان على تحديد وبشكل واضح السلوكيات الصحيحة التي تجب على الطلاب السعوديين داخل الحرم الجامعي وخارجه، وتبيان النتائج المترتبة على السلوك غير اللائق، مبدية قلقها الشديد لرعاية الطلاب السعوديين لكي يكونوا جزءا طبيعيا من المجتمع. وأكدت المباحث العامة الكندية أن الطلاب السعوديين يفتقدون الحد الأدنى من اللغة الإنجليزية؛ ما يجعل التفاهم معهم صعبا، وفي كثير من الحالات غير مجد ويحتاج إلى وجود مترجم، مبينة أن الطلاب السعوديين لا يحترمون الشرطة الكندية ويستهزئون بها عندما تكون امرأة. وتحدث ممثلو المباحث العامة بحضور ممثلين عن إدارة الجامعة وممثل الملحقية الثقافية، عن حقوق المقيمين في المقاطعة ومتى يحق لهم الحديث ومتى يكون من حقهم الامتناع عن الكلام إلا بحضور محام، وضرورة الامتثال لأوامر الشرطة العامة واحترام الأنظمة في المدينة، وعدم إحداث أي إرباك في حياة الناس بها، وأن استهتارهم بالشرطيات يجعلهم عرضة للمساءلة القانونية، حيث لا تفرق القوانين الكندية بين الرجال والنساء. من جهتهم، استثمر المبتعثون وجود ممثل من الملحقية الثقافية في كندا، ووجهوا إليه بعض الأسئلة أبرزها: «هل الملحقية وهم أم حقيقة؟»، مؤكدين أنهم عاجزون عن التواصل مع الملحقية، وأن محاولاتهم الهاتفية تفشل من دون رد، ويعانون من التواصل عبر الإيميل أو بوابة المبتعث مع المشرفين، وأن الخدمة التي يفترض أن تتم في ساعات قليلة ربما تستغرق أكثر من ثلاثة أسابيع؛ ما يجعلهم تحت ضغط رهيب يؤثر في تحصيلهم العلمي، خصوصا مع التهديدات والتوعدات التي تصل شبه يومي على إيميلاتهم من أنظمة الملحقية الإلكترونية، تطالبهم بالبدء في دراستهم الأكاديمية أو إيقاف الصرف عليهم، رغم أن معظمهم لا يزال في الأشهر الأولى من الابتعاث، مشددين على أن هذا الفزع التنبيهي المبكر يفقدهم توزانهم ويكون أداة ضغط عليهم. وطالب الطلاب بفتح مكتب للملحقية الثقافية في فانكوفر حتى يستطيعوا التواصل معها، خاصة أن الملحقية لا ترد على هواتفها ولا يتواضع المشرفون بالرد على إيميلاتهم، وأن ما يزيد وضعهم تعقيدا هو فارق التوقيت بينهم وبين مدينة أوتاوا التي تقع فيها الملحقية الثقافية، حيث إنه عندما يبدأ دوامهم في الصباح الباكر تكون الملحقية على وشك الإغلاق، ولا يكون لديهم إلا وقت ضيق جدا يذهب ما بين السنترال وتحويلة المشرف الذي في معظم الأحيان لا يرد؛ ما جعلهم يحفظون الرسالة الوعظية المسجلة على هاتف الملحقية. يذكر أن جامعة ننايمو يدرس بها نحو 130 طالبا سعوديا معظمهم في مرحلة اللغة الإنجليزية .