في وقت طوى فيه سكان جدة، أمس، ملف الحاجز النفسي من تداعيات هطول أمطار غزيرة على المحافظة، في أعقاب محدودية التأثيرات على الأهالي، رغم ارتفاع تأثيراتها على حركة الملاحة الجوية والبحرية، ما يزال القلق يراوح مكانه في أوساط الأهالي، خاصة سكان الأحياء الجنوبية، خوفا من الأمطار الشديدة المرتقبة اليوم وغدا حتى الأحد، وفق توصيف الأرصاد الجوية. ونجت تلك الأحياء من غزارة الأمطار، رغم أن الغيوم التي لاحت في الأفق مع الساعات الأولى من الصباح، أعادت الأهالي لذكرى الثامن من ذي الحجة 1430ه، فسارع الأهالي بالتحسب للأمر، من خلال إيقاف حركة الدراسة الصباحية، بعدما تلقفت أسماعهم شفويا، وتلقت جوالاتهم الرسالات SMS من أقاربهم أنباء عن توقف الملاحة في مطار الملك عبدالعزيز الجوي، وميناء جدة الإسلامي. وعمدوا لحركة نزوح باتجاه المناطق الآمنة، لكنهم سرعان ما عادوا لمنازلهم بعد التأكد من اتجاه الأمطار، وانعدام السيول ويبدو أن الأمطار حسب وصف سكان الشمال، غيرت المسار شمالا، ليجدوا المتعة في الخروج والتنزه والتوجه إلى البحر، خاصة أن الغيوم حجبت ضوء الشمس، وبات السير في الطرقات أشبه بالسير ليلا، رغم أن الساعة كانت تشير إلى الثانية ظهرا. تأثير بالغ تأثر مطار الملك عبدالعزيز الدولي بالأمطار الغزيرة، لتتوقف حركة الملاحة، ويتم على الفور تحويل مسار الطائرات إلى المطارات الأخرى. وحسب المصادر فإنه «تم تحويل ثلاث رحلات دولية للهبوط بمطار المدينةالمنورة ومطار جازان «جنوبا» تحسبا لأي طارئ أو انزلاقات على مدرجات الهبوط بالمطار»، حيث حولت رحلة الخطوط السعودية المقبلة من الرياض إلى مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينةالمنورة، كما حولت رحلة السعودية المقبلة من الخرطوم إلى مطار الملك عبدالله بجازان، وتحويل رحلة ناس المقبلة من الرياض إلى مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينة، ورحلة ناس المقبلة من الدمام حولت إلى مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينة، ورحلة ناس من حلب حولت مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينة، ورحلة الخطوط المصرية المقبلة من القاهرة حولت إلى الرياض. وفيما توقع الناطق الرسمي للرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة حسين القحطاني أن يستمر هطول الأمطار حتى صباح الجمعة، شدد على أن «هناك تنسيقا مستمرا بين الرئاسة والجهات المعنية حول التنبيهات والتحذيرات للظواهر الجوية التي تمر بها المملكة». شلل بحري وفي ميناء جدة الإسلامي، توقفت حركة السفن العابرة والمغادرة والمقبلة. وتوقع مدير الميناء الكابتن ساهر طحلاوي عودة الملاحة خلال الساعات المقلبة، مع تحسن الأجواء داخل البحر، للسماح للسفن بمغادرة الميناء. وأشارت المصادر إلى أن المختصين في الميناء شرعوا في البدء في تنفيذ خطط مواجهة الأمطار الغزيرة المحتمل سقوطها اليوم الخميس في خطوة لحماية السفن المقبلة إلينا والمغادرة من الميناء «يوجد تنسيق عالي المستوى مع الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة في تزويدنا بآخر التقارير التي تفيد بتحسن الأحوال الجوية في البحر بعد أن سجل مختصو برج المراقبة في الميناء سرعة الرياح في البحر، التي بلغت 30 عقدة في الساعة، ما جعلنا نوقف الحركة بشكل نهائي». تخوفات بحرية في ضبا أثر الطقس على الحركة الملاحية، فأعلن الميناء البحري إغلاقه أمام العبارات المقبلة من مصر، لتقرر سلطات ميناء سفاجا البحري تأجيل رحلة العبارة المصرية «مسرة» المتجهة إلى المملكة، بسبب سوء الأحوال الجوية وإغلاق ميناء ضبا السعودي أمام حركة الملاحة البحرية. وأشار مدير ميناء سفاجا اللواء عاطف إمام أن الحركة لن تعود قبل غد، لاستقبال عبّارات نقل الركاب. كما تم تأجيل رحلة العبارة المصرية «المتحدة» إلى غد بسبب سوء الأحوال الجوية. وأوضح المتحدث الأمني لقيادة حرس الحدود في منطقة مكةالمكرمة المقدم بحري صالح الشهري إيقاف الحركة الملاحية البحرية لكافة مرتادي البحر «تم رفع حالة الاستنفار لتسيير حركة السفن والناقلات التي تعبر البحر الأحمر، حال حدوث حالات الطوارئ، وتحسبا لأي طارئ». وأشار إلى استمرارية متابعة الحالة الجوية من خلال النشرات الصادرة من رئاسة الأرصاد وحماية البيئة بشكل يومي «وعند وجود تحذيرات يتم إيقاف الحركة بشكل نهائي لمرتادي البحر وخاصة أصحاب قوارب الصيد والنزهة، والإدارة بصدد الانتهاء من دليل إجرائي للكوارث التي تحدث سواء كانت زلازل أو أمطارا أو للحالات الطارئة التي تحدث بشكل فجائي في المحافظة، حيث إننا لم نبلغ بأي حالة احتجاز في مدارس البنات، كما أن هناك تنسيقا مع إدارة الدفاع المدني في جدة فيما يتعلق بهذه الحالات الطارئة». خطة مستمرة وعلى صعيد الدفاع المدني رفض مدير الإدارة بجدة العميد عبدالله جداوي ما يسمى بخطة لمواجهة الأمطار، مشددا على أن «الخطة موجودة على مدار العام، ولا يمكن أن تكون مخصصة فقط عند هطول المطر، وتتركز على استنفار كافة مراكز الدفاع المدني في مدينة جدة من ضباط وأفراد وآليات، وعند هطول المطر نعنى بتنفيذها من خلال دوريات السلامة وفرق الإنقاذ وتوزيع المهام الميدانية وغرف العمليات». وأشار الدفاع المدني إلى مباشرة بعض حوادث التماسات الكهربائية، التي لم توقع أي ضحايا أو إصابات. تضارب الرصد ورغم تضارب آراء الأرصاد من خلال توقعات المطر اليوم ، وهبوب رياح تصل سرعتها إلى 70 كم تضرب المناطق الشمالية الغربية ثم تعاود نشاطها باتجاه جدة، ومخالفة الواقع لما بثته الأرصاد من توقعات وتحذيرات، بين المتحدث الرسمي للأرصاد الجوية حسين القحطاني أن التوقعات كانت في محلها وأن مطر أمس جزء من توقعات الأرصاد، لافتا إلى أن هناك توقعات بهطول أمطار اليوم على جدة والعاصمة المقدسة وأجزاء من مدن شمال غربي المملكة، لافتا إلى أن مطر جدة، أمس، كان بفعل التغيرات المناخية التي تشهدها السواحل الشمالية الغربية من المملكة. غياب وإخلاء مدارس وعلى الصعيد الدراسي، احتفظ أولياء الأمور مبكرا بأبنائهم، لترتفع نسبة الغياب في عدد من مدارس شمال جدة نتيجة الأمطار. وأعلنت الإدارة العامة للتربية والتعليم في جدة عن خلو مدارسها من أي حوادث أو تأثيرات سلبية على مبانيها بعد هطول الأمطار صباح أمس. وقال المدير العام للتربية والتعليم بجدة عبدالله بن أحمد الثقفي، إن تنسيقا جيدا جرى بين إدارته وإدارة الدفاع المدني بمتابعة من محافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز، وعلى إثره تم الإخلاء التدريجي لجميع مدارس جدة، حيث تم صرف كافة الطلاب فور حضور أولياء أمورهم، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن مديري المدارس منحوا صلاحية كاملة لاتخاذ الإجراء المناسب والمتوافق مع الأجواء وتقلباتها معتبرا أن هذه الصلاحيات ساهمت بشكل كبير في تسهيل إجراءات الإخلاء. مشيرا في الوقت ذاته إلى أنه لم ترد الإدارة أي تقارير عن حوادث أو إصابات في مدارس جدة، حيث تمت عملية الإخلاء بطريقة انسيابية، موجها شكره لمديري مكاتب التربية والتعليم ومديري المدارس والمعلمين بجدة لما بذلوه من جهد وما أبدوه من حرص ومتابعة لوصول الطلاب إلى منازلهم موجها شكره لأولياء أمور الطلاب لتفهمهم هذه الظروف وتفاعلهم مع إدارة التعليم. وأشار مدير تعليم البنات في جدة أحمد الزهراني إلى أنه أخلى أكثر من 200 مدرسة للبنات ما بين ابتدائية ومتوسطة وثانوية في شمال وشرق جدة بناء على توجيهات صادرة من إدارة الدفاع المدني لحماية طلابنا وأن الإدارة لديها خطط وتدريبات متواصلة مع كافة الطالبات وهناك صلاحيات ممنوحة لكافة مديريات المدارس للمحافظة على سلامة الطالبات في مثل هذه الظروف الجوية. انسدادات في الصرف وفي الشوارع أشار عدد من المواطنين إلى أن هناك سوء تصريف طغى بوضوح في الأحياء الشمالية، والشمالية الغربية من مدينة جدة، الأمر الذي دفع بمواطنين للاستعانة بمجهوداتهم الخاصة والفردية، ولم تشاهد سيارات ومعدات الأمانة في ظل ارتفاع مناسيب المياه داخل الأحياء. وحسب أحد سكان حي السلامة الشمالي عبدالرزاق فإن العديد من الأهالي بدأ يمارس مهام الأمانة في تصريف الأمطار، في ظل غرق الشوارع، وسوء التنظيم والخلل. استنفار صحي ووجه مدير الشؤون الصحية في صحة جدة الدكتور سامي باداود كافة المستشفيات لتكون في حالة جاهزية كاملة وكذلك فرق الطوارئ لتكون على أهبة الاستعداد. وعلى الصعيد الأمني والمروري انتشرت 250 دورية، وأفاد مدير المرور العميد محمد القحطاني أن الحذر كان منذ الصباح حسب إشارات الرئاسة العامة للأرصاد، لكنه لم يلحظ حوادث بكثرة، فيما أغلقت عبارة السامر الشمالية نظرا إلى ارتفاع منسوب المياه .