في أوج ملتقيات برنامج الابتعاث التوعوية للمرشحين للمرحلة الجديدة، هناك تجربة «شخصية» لمبتعث في كندا، عاشها كاتب السطور، بعد أن حقق حلمه وبدأ إجراءات سفره إلى عالم مجهول بالنسبة إليه. اكتملت الأوراق والتذكرة، وبدأت مسيرة «طائرة» في رحلة طويلة جدا، خرج بعدها كاتب السطور، من مطار فانكوفر سالما و»منجَّسا» بألسنة الكلاب، أكبر همه حينها البحث عن تراب لتبديد النجاسة. وعقب اتصاله بصديق هاتفيا، لعله ينقذه من ورطة عدم المعرفة، جاء الحل في ركوب تاكسي، سيقوده إلى حيث السكن، لانشغال الصديق بمحاضرة في الجامعة. لم تكن الشقة بعيدة عن المطار، فالمسافة لا تتجاوز 20 دقيقة، وفق العداد الكندي، على الرغم من غياب «ساهر». وعقب أول مساء ومبيت هناك في «الغربة»، اصطحبوه إلى الجامعة لإنهاء إجراءاته. وفيما انشغل الصديق بإنهاء الإجراءات، توجه كاتب السطور لمطعم الجامعة، لتناول وجبة خفيفة، فلم يعرف من الطعام صنفا واحدا؛ ما جعله يتخبط في الاختيار، عندها طالع صورة وجبة شهية، فأشار إلى النادل لتناولها، فاستجاب على الفور.. كانت عبارة عن لحم مع السلطة الخضراء، ومن شدة جوعه التهمها بشراهة، ليحضر صديقه قبل إكمال الوجبة، فدعاه لتناول مثلها، مؤكدا: «ترى شهية»، فاستنكر الوجبة، وسارع بتوبيخي: «تعرف إيش تأكل أنت، ده لحم خنزير!»، قبل أن يفرغ ما في جوفه بالحمام. إنه تسجيل لليوم الأول لمبتعث يحكي تجربته في حلقات توثقها «شمس»، وتنشرها بدءا من اليوم.