منح الرئيس الأمريكي باراك أوباما دعمه للهند بشأن حصولها على مقعد دائم في مجلس الأمن الدولي، وقد زادت هذه المفاجأة السارة من شعبية باراك أوباما في هذه البلاد؛ فقد صرح أوباما: يمكنني الآن أن أقول إنني سيسعدني في الأعوام المقبلة إعادة تشكيل مجلس الأمن مع ضم الهند له كعضو دائم. ولم يكن المحللون الهنود المحنكون أو رجال السياسة في الهند يجرؤون على أن يحلموا حتى بالحصول على مثل هذا الوعد. وكان وزير الخارجية الهندي السابق « كانوال سيبال » يتحدث في أروقة كبرى المؤسسات الدولية قبل موعد زيارة الرئيس الأمريكي، قائلا: إذا كان أوباما يعتقد أن العلاقات مع الهند أصبحت ضرورية في القرن الحادي والعشرين، فينبغي عليه أن يفتح الأبواب أمام الهند. إلا أن هذا الدبلوماسي لم يكن يعتقد بالفعل في إمكانية حدوث ذلك. أما وزيرة الخارجية الحالية نيروباما راو، فقد كانت حذرة في تصريحاتها، واكتفت بأن تصرح بأنها مسألة معقدة. هذا؛ وسوف يستغرق إعادة تشكيل مجلس الأمن أعواما، غير أن « هدية » أوباما كان لها دلالة رمزية، ويؤكد مساعد مستشار الأمن القومي الأمريكي، بن رودس، أنها «إشارة قوية». بينما أكد ويليام بيرنز، مساعد وزير الخارجية، «أنها ستكون عملية شديدة الصعوبة، وستستغرق وقتا طويلا. إلا أن ذلك لا يمنع أن الأمر يمثل بالنسبة إلى الهند انتصارا، حيث صرح العديد من المسؤولين السياسيين في دلهي أخيرا، بأن وجه الشراكة الهندية الأمريكية سوف يتغير. والواقع أن هذا ما سيحدث بالتأكيد، خاصة وأن تصريح أوباما كان يهدف أيضا إلى مضايقة الصين، التي طالما عارضت حصول الهند على مقعد دائم في مجلس الأمن، وهكذا، لم يكن من قبيل المصادفة أن طالب أوباما الهند بتعزيز تواجدها في منظمة الآسيان التي تضم دول جنوب شرق آسيا، بل وبتقوية علاقتها باليابان أيضا. وهذا هو ما تعمل دلهي من أجله منذ عدة شهور. ومن ناحية أخرى، كان ثناء أوباما على القيم الديموقراطية الهندية التي أكد أنها قريبة من القيم الأمريكية، بمثابة إساءة للنظام الباكستاني، فقد قال: لا ينبغي أن يتحقق التقدم بصورة جبرية على حساب الحريات، وقد نجحت الهند، ليس بالرغم من تطبيقها للديموقراطية، وإنما بفضل ذلك. وعلق في النهاية قائلا: إن الدستور في كل من بلدينا يبدأ بنفس الكلمات «نحن الشعب». وهكذا، أدلى باراك أوباما بدلوه في مشروع الشراكة الهندية الأمريكية، إلا أنه قطب جبينه في وجه باكستان، وبالرغم من أنه كان قد دعا الهند لاستئناف الحوار، إلا أن هذا الحوار بدأ بشكل متعجل على يد رئيس الوزراء، مانموهان سينج، وهو نفس الرجل الذي وصف باكستان بأنها « آلة لصناعة الإرهاب».