تم التخلص من بق الفراش في الخمسينات من القرن الماضي، إلا أنها عادت بقوة في الفترة الأخيرة لعدة أسباب، منها منع استخدام مادة الDDT وغيرها من المبيدات الحشرية الضارة بالإنسان والبيئة. وفي الغالب فإن المنازل تخلو من هذه الحشرة ولكن المشكلة تصيب بعضهم عند الإقامة في الفنادق بالمناطق الحارة الرطبة وشبه الحارة أو الأماكن الباردة المرتفعة، وذلك لأن تلك الحشرات الصغيرة تنتقل إلى الصناديق والأمتعة، ومما يساعد على انتشارها أيضا أن بيضها لا يرى بالعين المجردة، وكذلك زيادة عدد المسافرين الذين يترددون إلى مناطق موبوءة، كذلك فإن شراء الأثاث المستعمل الذي يتكاثر ويختبئ به بق الفراش يؤدي إلى انتشاره في أماكن جديدة غير موبوءة. وجود حيوانات أليفة في المنزل كالكلاب والقطط يزيد من احتمال وجود تلك الحشرة، لأن البق يتطفل أساسا على الإنسان، وإذا لم يجده يتطفل على الحيوانات المستأنسة والطيور، وحتى القوارض. يعرف البق ضحاياه عن طريق درجة حرارة جسم الشخص النائم وثاني أكسيد الكربون في هواء الزفير، حيث تثقب الجلد بمنقارها الطويل وتسحب الدم من خلاله ويستغرق الإشباع من ثلاث إلى عشر دقائق. وحتى لا يشعر بوجودها الشخص المستهدف فإنها تفرز مادة مخدرة موضعيا حتى لا ينتبه إليها المرء أثناء تغذيها على دمه. كما أنها تفرز مادة مانعة لتجلط الدم من لعابها أثناء عملية سحب الدم حتى يسهل عليها امتصاص الدم بشكل متواصل. وسببت هذه الحشرة خسائر بملايين الدولارات للعديد من الوجهات السياحية في الخارج بعد انتشارها بشكل وبائي في الفنادق والوحدات السكنية السياحية. فأستراليا وحدها خسرت في 2006 نحو 75 مليون دولار، وفي أمريكا أظهرت بيانات الفنادق وأجهزة مكافحة الحشرات زيادة نسبتها بشكل كبير، ورفع عدد من نزلاء الفنادق الذين تضرروا من البق الكثير من الدعاوى القضائية ضد الفنادق التي كانت تستخدم المبيدات لمكافحة الصراصير والبق، ولكنهم غيروا تلك السياسة وبدؤوا في استخدام الطعوم السامة التي تنجذب إليها الصراصير وتأكلها وتموت، على عكس بق الفراش الذي يعيش على امتصاص الدماء فقط.