يبدو أن فوائد السفر تناقصت لدى سكان المنطقة الشرقية، وأضحى حملا ثقيلا أقلق مضاجعهم بعد أن حمل العديد منهم عرضا ضمن أمتعة السفر مصاص دماء من الدرجة الأولى، وهو حشرة الفراش «البق» التي تعد من الحشرات الرحالة التي تنتقل من مكان إلى آخر عن طريق الملابس والأمتعة، مستغلة حجمها الصغير الذي لا يكاد يرى، إذ يصل طولها ما بين أربعة إلى سبعة ملليمترات، لتطرد النوم من أعين ضحاياها بسبب الحكة الشديدة والحساسية التي تسببها. بعد عودتها من رحلة خارجية فوجئت السيدة أم عبدالله وأبنائها بلسعات ليلية تلهب أجسامهم، ما دعاها إلى مراجعة أقرب مركز صحي خاصة بعد أن ظهرت بقع حمراء في جسم أحد أبناؤها، للعلاج مما بدا لها حساسية منذ الوهلة الأولى. إلا أن الطبيب فاجأها بأن حشرة الفراش «البق» التي توجد عادة في غرف النوم وتستقر بمراتب الأسرّة وتنشط ليلا هي المسؤولة عن هذه المشكلات. السيدة أم ماجد فوجئت هي الأخرى منذ عدة أشهر بانتشار البق في إحدى غرف منزلها، فأسرعت بالاتصال بشركة متخصصة في مكافحة الحشرات بالخبر، وأكدت لها أن هذه الحشرة أخذت في الانتشار في الخبر، حيث وردهم العديد من الاتصالات للقضاء عليها «لكن لم أستفد كثيرا من الشركة فقررت التخلص من أثاث الغرفة بأكمله خوفا من انتشارها في المنزل، حينها سيكون أمر مكافحتها صعبا جدا». وكان الحال كذلك مع عدد من الأسر في الخبر والدمام الذين عاشوا المشكلة نفسها وكان القاسم المشترك الأعظم بينهم التخلص من أثاث منازلهم والاستعانة بشركات مكافحة الحشرات، فالأمر لا يتعلق بمستوى نظافة المنازل بل بتعدد طرق المكافحة تبعا لنوع حشرة البق. وبدا لبعض الأسر أن الأمر أصبح خارج نطاق إمكانيات شركات المكافحة، فلجأت إلى أمانة الشرقية لعلها تجد الحل المناسب. رئيس قسم صحة البيئة في أمانة المنطقة الشرقية الدكتور خليفة السعد أكد ل «شمس» أن الأمانة لم تتلق أي شكوى بخصوص هذه الحشرات أو ما يثبت وجودها أو يرقاتها حتى يتم التعامل معها «إذا استطاع أحد ما أن يحفظ الحشرة، فهذا أمر جيد حتى يتم الكشف عنها بالمختبر والتأكد من مدى انتشارها ومصدرها». لكن الدكتور السعد أشار إلى أن الأمانة لديها برنامج خاص ب «الاستكشاف الحشري» عن طريق المسح والشكاوى، ويتم تحديد أنواع الحشرات بالتعاون مع المختبرات «إذا كانت بالمنازل يتم التنسيق مع أصحاب الشأن ونرسل عينات للمختبرات للتعامل معها وتحديد نوع الحشرة ويرقاتها وتحديد طرق المكافحة الصحيحة». ولفت إلى أنه لا يوجد ما يثير الذعر فهم يتعاملون مع ما يردهم من شكاوى كمختصين مهيئين، حيث يتم تحديد نوع الحشرة وما إذا كان هناك مرض معد أو سيار أو ما شابه ذلك، ويتم تبعا لذلك تحديد ووضع الخطط الخاصة بها .