نتائج الألعاب السعودية في آسياد الصين لم تأت بجديد؛ فالمشاركة السعودية الحالية هي نفسها التي حدثت في البطولات الآسيوية السابقة.. فما بين المشاركتين ذهب هباء في ظل عدم وجود خطط وبرامج تصنع الأبطال الأولمبيين وتنافس الدول الأخرى في الحصول على الذهب والتواجد القوي في المحافل الدولية.. أربع سنوات بين كل بطولة وأخرى لم تقدم لنا شيئا جديدا رغم المبالغ الضخمة التي تصرف ورغم القاعدة العريضة من اللاعبين في مختلف الألعاب.. وما كنا نطالب به دائما وأبدا من أهمية وضع خطط وبرامج منظمة مستوحاة من الدول الأخرى ذهب أدراج الرياح، فلا نحن نافسنا وتطورنا ولا وفرنا ما نصرفه وبقينا بعيدين عن المشاركة طالما ليس لدينا القدرة على المنافسة. الدول الأخرى تضع برامج لسنوات ونحن نقيم معسكرات قصيرة لا تتجاوز ال 15 يوما نطالب بعدها لاعبينا بالذهب.. ولذلك جاءت نتائجنا متواضعة مع عملنا وخططنا، وفشلنا في التواجد القوي بما يتوافق مع سمعة المملكة ومكانتها على كافة الأصعدة، فكل المؤشرات تؤكد أننا نعاني أزمة إدارة وأزمة عمل على كافة المستويات وجاءت الأسياد لتؤكد ذلك ولتكشف عدم اكتراثنا بالتخطيط والبحث عن صناعة الأبطال والصرف عليهم مقابل ما نصرفه على صيانة المنشآت والمرافق التي لم نستفد منها رغم اهتمامنا الكبير بها «ماليا» وبشكل يفوق اهتمامنا بالممارسين داخلها.. واليوم تفتتح بطولة مهمة وقوية هي كأس الخليج العربي ال20 في اليمن.. حيث يلعب الأخضر السعودي لقاءه الأول أمام اليمن.. وهي مشاركة لن تخرج عن سابقتها في ظل استمرار نفس أسلوب العمل العشوائي الذي نسير عليه في التعامل مع منتخباتنا وطريقة إعدادها بعيدا عن التخطيط والبرامج والأسلوب العلمي؛ فنحن نعمل بالقطعة ونخطط لكل بطولة قبل بدايتها بأيام، ويكفي ما يفعله السيد بيسيرو من عمل بعيد كل البعد عن المنطق والواقعية في إعداده للأخضر لهذه البطولة، فاستبعاد أبرز نجوم الكرة السعودية عن الدورة يعيدنا بالذاكرة لدورة الخليج الرابعة والتي شاركنا بها بمنتخب رمزي تلقى خسائر بالسبعة ولم يجلب لنا سوى الخيبة والمرارة، وها هي الأمور تعيد نفسها عبر مشاركة مهزوزة منذ البداية لا نعلم ماذا ستكون عليه نهايتها، فنحن نفتقد التخطيط ووضوح الأهداف ولو سألت بيسيرو وإدارته عن الهدف من المشاركة لما وجدت جوابا مقنعا يبرر استبعاد النجوم وتفويت فرصة إعداد منتخب قوي يستفيد من الدورة الخليجية للمنافسة القوية في كأس آسيا؛ ولذلك نقول إن مشاركة الأخضر في خليجي اليمن ستكون هامشية وبعيدة عن تحقيق طموحات الجماهير السعودية التي ستنتظر كأس آسيا في الدوحة لتتأكد بالفعل أننا لا نستفيد من الوقت ولا نصنع العمل المنظم وإنما نسير مع التيار بحثا عن نتائج وقتية نتمنى أن تسعدنا هذه المرة في اليمن ولو بضربة حظ نحن أحوج ما نكون إليها بعد أن فقدنا الأمل في رؤية منتخبات سعودية قادرة على التمثيل المشرف وتحقيق آمالنا وطموحاتنا!