أنعش حجاج بيت الله الحرام أسواق مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة وبدرجة أخرجت المدينتين المقدستين من حالة ركود تعانيها كبريات المدن التجارية في العالم نتيجة الأزمة المالية، فيما عكست حالة الرواج التجاري بالمدينتين صدقية توقعات سابقة لعدد من الاقتصاديين، بأن تتجاوز إيرادات السعودية من موسم حج هذا العام، مبلغ 35 مليار ريال، بزيادة مقدارها أربعة مليارات عن موسم حج العام الماضي، وامتد الانتعاش إلى أماكن الإيواء والإقامة والمطاعم ومحال التموينات وحلقات بيع الأضاحي واللحوم المذبوحة وشراء الهدايا المتنوعة المرتبطة بالأراضي المقدسة والصرف على الحافلات العامة والليموزين والحافلات والاتصالات وغيرها من الأمور المعيشية والرفاهية لضيوف الرحمن. وتميزت أسواق مكةالمكرمة برواج ملحوظ في بيع السبح والهدايا الخفيفة والتي قدرها اقتصاديون بأكثر من 1.5 مليار ريال، فيما تميزت أسواق المدينةالمنورة ببيع التمور المدينية بقيمة تجاوزت 250 مليون ريال، حيث تعد السبح خاصة المصنوعة من الأحجار الكريمة إحدى أهم الهدايا التي ينقلها الحجاج من الأراضي المقدسة إلى أقاربهم وأحبائهم من الأزواج والأبناء والأقارب، وتشمل قائمة سبح الأحجار الكريمة الزمرد واللؤلؤ والمرجان والياقوت والزبرجد والزفير والألماس، فضلا عن سبح العقيق والفيروز والذهب والفضة واليسر والكوك والأبانوس المطعم بالذهب والفضة والكهرمان، وهي أنواع تشهد رواجا لدى الحجاج الميسورين، لكن هناك محاولات من بعض التجار لتسويق أصناف مقلدة على أنها أصلية. وفي المقابل امتد الرواج لأسواق السبح الرخيصة المصنوعة من مواد بلاستيكية وزجاجية وأخشاب عادية أو تلك المصنوعة من مواد حجرية عادية أم من مادة الفيبرجلاس، ويفرق هواة السبح بين الأصلي والتقليد، حيث يكثر حاليا تقليد الأحجار الكريمة المنتشرة في الأسواق، ويعد حجر الياقوت أكثر ندرة من أحجار الألماس والزمرد وتكاد الأعداد المنتجة منه قليلة بالنسبة إلى غيرها. وعلى مستوى المدينةالمنورة أدى تزامن مهرجان المدينةالمنورة الثالث للتمور والأغذية مع موسم الحج إلى توجه حشود كبيرة من الحجاج لشراء أفخر التمور المدينية وأخذها هدايا لذويهم، حيث تجاوزت المبيعات على كافة أنواع التمور بمنطقة المدينةالمنورة في عرض الجملة والتجزئة أكثر من 400 مليون ريال. وأوضح المشرف على اللجنة المنظمة للمهرجان المهندس حمود الحربي أن إجمالي المبيعات خلال الموسم الأول تجاوز 3500 طن بقيمة إجمالية قاربت 100 مليون ريال وفق تقرير أعدته لجنة التسويق والمتابعة بالمهرجان، متوقعا أن تتجاوز المبيعات الكلية للتمور بالمهرجان حاجز 250 مليون ريال في أواخر المهرجان الذي تنتهي فعالياته في بداية شهر المحرم، مشيرا إلى أن عدد الزوار تخطى نصف مليون زائر، إضافة إلى زيادة عدد منافذ التسويق في المهرجان إلى 20 % وفقا للطلبات المقدمة للجمعية التعاونية الزراعية من مختلف مناطق المملكة. وأشار الحربي إلى أن من بين 35 نوعا من التمور يزخر بها السوق تبرز تمرة العجوة والبرني كأكثر الأنواع إقبالا لما ورد فيها من المرويات النبوية في مزاياها وأشهرها «من أكل في يوم سبع تمرات عجوة على الريق من تمر العالية، لم يضره سم، ولا سحر شيطان»، فيما تأتي أنواع التمور الأخرى بحسب جودتها وحلاوتها، وإن كان الجميع يتفق على أن التمر فاكهة وغذاء وحلوى .