شهد مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة منذ الساعة الأولى من صباح أمس حالة من الازدحام وتكدس الركاب المغادرين إلى بلادهم بعد فراغهم من أداء مناسك الحج. واتهم عدد من الركاب شركات الطيران بتأخير الرحلات لأسباب لا يعلمونها، الأمر الذي أدخلهم في إشكاليات كبيرة نتيجة تكدسهم في المطار في ظل ارتفاع أسعار الخدمات خصوصا أسعار الطعام والشراب. من جانب آخر نفت الهيئة العامة للطيران المدني وجود تأخير في مواعيد الرحلات، مؤكدة أن هذا التكدس سببه الركاب أنفسهم بسبب حضورهم المبكر المبالغ فيه للمطار والذي يصل إلى 12 ساعة. 20 ساعة وقالت منى «طبيبة باكستانية» إنها مكثت في المطار 20 ساعة للسفر إلى الرياض بعد الانتهاء من فترة الانتداب للعمل في مستشفى منى، مشيرة إلى أنهم تعبوا من السعي بين موظفي المطار لمعرفة أسباب تأخير رحلتهم وكيف سيتم تدبير رحلة أخرى لهم. وأضافت الدكتورة فاطمة: «أصبحنا عالقين ولا ندري متى سنقلع من هنا فقد دب فينا اليأس والإرهاق، فلا يوجد مكان ننام فيه هنا ولا حتى طعام وإن وجد فسعره غال جدا ولا نستطيع أن نوفر لأنفسنا جميع الوجبات». وذكرت الدكتورة جوهرة أن أغلب المنتدبين للمستشفى هم من النساء ولا يستطعن أن يتحملن هذه المشقة خصوصا بعد إرهاق العمل في الحج. أما خالد الشهري الذي تأجلت رحلته إلى أبها أكثر من مرة وحتى ساعته فقد أمضى تسع ساعات ولا يدري متى سيسافر. وذكر رمضان العبدالعلي «أسترالي» أنه أمضى 17 ساعة في انتظار رحلته إلى أستراليا والتي تأجلت أكثر من مرة حتى أصابه الإرهاق« استغرقت في النوم ولما أفقت وجدت أن رحلتي جاءت وأقلعت وعندما ذهبت إلى مكتب الشركة قال لي الموظفون إنها غلطتي وإنه علي الانتظار». وأشارت ديدي «إندونيسية» إلى أن رحلتها المتجهة إلى جاكرتا تأخرت قرابة السبع ساعات واشتكت من عدم قدرتها على الحصول على معلومة مفيدة وشافية حول أسباب التأخير وموعد الرحلة الحقيقي. الحضور المبكر من جهة أخرى أكدت الهيئة على لسان المتحدث الرسمي خالد الخيبري ل«شمس» أن الازدحام في مثل هذه الأوقات من كل عام يعد أمرا طبيعيا جدا ومن أسبابه عدم تقيد المسافرين بالتعليمات وحضورهم إلى المطار قبل مواعيد إقلاع رحلاتهم بأكثر من 10 أو 12 ساعة حرصا منهم على عدم ضياع حجوزاتهم، بالإضافة إلى عدم التزامهم بالأوزان المسموح بها مما ينتج عنه تأخر في إجراءات مغادرتهم وتكدسهم، إضافة إلى أن بعضهم يحاولون وبعد انتهاء حجوزاتهم في الدور السكنية قضاء ما تبقى لهم من وقت داخل أروقة المطار، الأمر الذي يشكل عبئا على ساحاته. وبخصوص تأخير الرحلات أكد الخيبري أن هناك عقوبات رادعة ستتخذ بحق شركات الطيران التي تتخلف عن نقل مسافريها: « إذا رفضت الشركة أو تخلفت عن نقل المسافرين يتم تأمين طائرة بديلة على حسابها لنقل المسافرين». وأضاف أن شركات الطيران ملزمة بتقديم المرطبات للمسافرين في حال تأخر رحلتها، وفي حال تأخرها ثلاث ساعات فمن حق المسافر الحصول على وجبة، وعندما تصل المدة إلى ست ساعات فيجب على الشركة تأمين سكن للركاب. مغادرة 30 ألف حاج وعن وضع الرحلات ذكر الخيبري أنه ومنذ أمس الأول وحتى الساعة 12 مساء منه غادرت المطار 56 رحلة على متنها 16 ألف حاج بمعدل ست رحلات تغادر كل ساعة، ومن المتوقع أن تغادر هذا اليوم «أمس» 118 رحلة محلية ودولية وعلى متنها 30 ألف حاج. ومن المتوقع أن يغادر من مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينةالمنورة 1150 رحلة خلال ال30 يوما المقبلة بمعدل 40 رحلة يوميا ستقل على متنها أكثر من 300 ألف حاج ومسافر. من جانب آخر ذكر مصدر بمطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة أن هناك عشر رحلات داخلية تأخرت وتأجلت عن مواعيدها، وكانت جميعها متجهة إلى مدينتي الرياض والدمام. إلى ذلك أشار المدير العام لمطار الملك عبدالعزيز الدولي المهندس مازن خاشقجي ل«شمس» إلى أنه تم وضع خطة مناسبة بالتنسيق مع كل الإدارات الحكومية العاملة بالمطار لجعل رحلة العودة لضيوف الرحمن أكثر سهولة. مشيرا إلى قيام المدير العام للعمليات وخدمات الإطفاء سمير ميرة بجولات تفقدية لصالات المطار الجنوبية والشمالية للاطلاع على جاهزيتها لخدمة مرحلة المغادرة لضيوف الرحمن، بالإضافة إلى زوار المدينة المغادرين بعد انتهاء إجازة عيد الأضحى. وقال ميرة إن المطار أطلق حملة توعية لجميع المسافرين بالحد الأقصي المسموح به لوزن القطعة الواحدة من العفش، وذلك بإرسال رسائل نصية قصيرة تذكر جميع المسافرين عبر المطار بوجوب الالتزام بالحد الأقصى المتاح مع ضرورة مراجعة شركة الطيران الناقلة للتأكد من وجود أي اشتراطات إضافية بهذا الخصوص