انتشرت وبصورة كبيرة جدا أخيرا، ظاهرة المكاتب الخاصة بالفنانين التي تعقد المؤتمرات الوهمية واللقاءات الصحفية، وكذلك تسليط الضوء على أخبار النجم صاحب المكتب ونشرها بين الصحفيين في طريقة مثيرة للجدل. وابتعد الفنانون بصورة كبيرة عن لقاء الإعلاميين والتواصل معهم، مما أفقد الحركه الفنية حماسها وقلل من مد جسور التعاون فيما بين الصحفي والفنان إلا فيما ندر. هذه الظاهرة ربما جاءت جديدة على الوسط الفني بعد العديد من المشاكل التي عصفت بأغلب الفنانين بعد مواجهتهم للصحافة، وعدم إيجاد الردود المقنعة لكل الأسئلة التي تدور في أذهان الإعلاميين الذين افتقدوا النجم وأحبوا الدخول إلى ساحاته، حتى وإن كان عن طريق الأسئلة المحرجة. وامتدت هذه الظاهرة لتشمل أيضا بعض الاعتداءات على الصحفيين وممارسة فرض السيطرة على الصحفي والدخول معه في مشاكل وتلاسن مما قد يقلل من أهمية النجم في عيون جماهيره. ولعل أصحاب المكاتب الشهيرة من الفنانين يعون تماما أن بعض التصاريح الصحفية قد تدخل الفنان في دوامه لا تنتهي، إذ قبل سبعة أعوام أوقع مكتب الفنانة «نوال الزغبي» نجمتهم المميزة في حرج كبير، عندما أكدوا أنها قد انفصلت عن زوجها، مما جعلها تدخل في ملاسنة كلامية مع مديرة مكتبها «كارلا» آنذاك والاستغناء عن خدماتها بشكل سريع. وبدأ بعض الفنانين الشباب أو ممن يصنفون على أنهم من جيل الفضائيات، في نشر أخبار عن طريق مكاتبهم حتى وإن كانت سياسة الخبر لا تتماشى مع الأعراف والتقاليد للصحيفة الموجودة في الخليج مثلا أو المملكة، ومنها مكتب الفنانة كارول سماحة حيث عمد في شهر رمضان الماضي إلى إرسال بعض الصور التي تعتبر فاضحة للفنانة لنشرها في الصحافة السعودية، حيث واجهوا تهميشا كبيرا للخبر ولم تنشر لهم أي مطبوعة، وهذا دليل واضح على أن بعض المكاتب لا يهمها سوى نشر الخبر حتى وإن كان سيفقد الفنان جزءا كبيرا من احترامه لدى وسائل الإعلام المقروءة. إلى ذلك، أنشأ بعض الفنانين مكاتب خاصة للاهتمام بأعمالهم الخاصة وسميت مكاتبهم بالمكاتب الإعلامية، لكنها لا تعدو كونها تتابع تسديد فواتير النجم أو حجز الطيران الخاص به من دولة إلى أخرى. من بين المكاتب التي لم تعرف كيف تخدم فنانها، مكتب الفنان عبادي الجوهر الذي يديره مجموعة من الأشخاص لا يمكن لك بأي حال من الأحوال التواصل معهم وكل ما يعرفونه هو «أن الفنان مسافر، والفنان يحيي حفلا خاصا في دولة أخرى دون الاستفسار عما يحتاج إليه الصحفي من معلومات قد تفيد الفنان وتخرجه من العتمة الإعلامية التي يعيشها». وأكد أحد الملحنين الشباب المغمورين أنه يملك مكتبا إعلاميا وتديره سيدة لبنانية، فعلى من يحب التعاون معه من الفنانين أن يتصل بالرقم الخاص بسكرتيرته ومديرة أعماله التي تعيش في بيروت، فيما يقيم هو في الرياض. أما أحد الفنانين الشباب، فطرد قبل فترة ليست بالقصيرة مدير أعماله الذي فاز هو الآخر في برنامج فضائي بلقب المدير، بعد أن تخطى كل الحدود ونشر أخبارا كانت تصب في غير صالح الشركة التي يتبع لها الفنان. ويعتبر مكتب المطربة يارا الإعلامي من أنشط المكاتب التي تعمل بجد واجتهاد في سبيل إيصالها إلى أكبر شريحة من الجمهور، يليه بعد ذلك مكتب الفنانة دينا حايك من لبنان، ومكتب الفنان عبدالله الرويشد من الكويت، ومكتب الفنان فايز السعيد من الإمارات، فيما ظل مجموعة من الفنانين الكبار يتحدثون بعفوية مع الصحافة والإعلام ويغيبون متى ما غاب عنهم الإعلام مثل علي عبدالكريم، ومحمد عمر .