بلاد القوقاز أو القفقاس منطقة جبلية عظيمة الامتداد، كثيرة الارتفاع، معدومة الممرات إلا في ممر واحد، هو «مضيق داريال» في الوسط، وهو الذي يجري فيه أحد روافد نهر «ترك» العليا، وتمتد هذه الجبال على طول 1200 كم لتصل بين البحر الأسود وبحر الخزر. والأصل في كلمة «القواقاز» تركي، وهي تعني «المغامر»، وقد أطلق هذا الاسم على جزء من أهالي الإمبراطورية الروسية القديمة، وهم ينتمون في الأصل إلى عدة أجناس استقروا في أواخر القرون الوسطى في المناطق الجنوبية والشرقية من روسيا، احترفوا القتال وجعلوا منه مهنة وبابا للرزق، وقد كانوا بارعين في ركوب الخيل وفي التخفي وشن الهجمات الخاطفة على الأعداء. وكثيرا ما يشدنا في هذا الحديث عن بعض العادات والتقاليد القديمة لهذا الشعب والتي مازالت موجودة وقائمة حتى الآن، ونلاحظ أن وجودها يكثر في المناطق الريفية، ويقل بشكل واضح في المدينة؛ لأن تمسك أهل الريف بالعادات والتقاليد أكبر منه عند أهل المدينة، ومن هذه العادات ما هو في طريقه إلى الاندثار والزوال. اللباس والزي بعض الرجال يتألف ملبسهم من قبعة قماشية من الحرير المزركش والملون بالألوان الزاهية، وهذا لباس الرأس، أما بقية الجسد فيغطيه قميص أبيض اللون، ومن فوقه قميص آخر ملون، وفوق ذلك كله سترة طويلة واسعة ويكون إزاره قماشيا أصفر اللون. أما لباس المرأة، فيتكون من قلنسوة حمراء مزينة ب«شراشيب» سوداء، ومن فوق القلنسوة منديل أبيض، ويكون الوجه مكشوفا، ويمر المنديل من تحت الرقبة، ولباس الجسد يتألف من فستان طويل أحمر اللون، وتضع المرأة سترة مزركشة على الجزء العلوي للزينة، وإزارها حزام قماشي. عادات الزواج من عادات الأعراس في هذه المنطقة أن أم العريس تذهب إلى بيت العروس في أبهى زينة، واضعة على كتفها شالا ملونا، وفي يدها تضع منديلا مليئا بالحلوى، وتضع وردة في شعر العروس على اليمين من رأسها، وهي علامة تدل على أنها جاءت من أجل خطبة ابنتهم، فيفهم ذلك أهل العروس، ويتشاورون في الأمر، ويجيبون بالموافقة أو الرفض. في حالة الرفض، تنصرف أم العريس دون إحراج، أما في حالة الموافقة، فتفتح الأم منديلها وتقدم الحلوى للجميع، وبذلك أصبحت الفتاة مخطوبة لابنها، ثم يتم الاتفاق على أمور الزواج، ولا يوجد مهر عند كثير من سكان هذه المنطقة، يذهبون لشراء حاجيات العريس والعروس، والحلي عندهم من الفضة، وأهم قطعة «حزام فضي، وحلق، وعقد»، وفي يوم العرس تقام خيمة كبيرة عند بيت العريس يجتمع فيها الناس، ويبدأ حفلهم بالغناء وبعض الرقصات الشعبية ويلقون الأشعار العاطفية وتذبح الذبائح فرحا بالعرس، وتقام الولائم، وعند حضور العروس يستقبلها أهل العريس برش الأرز على موكبها، تعبيرا عن الفرحة والسعادة والبركة. ومن المعروف أن القوقازيين في مختلف الجمهوريات قوم معتزون بسمتهم القوقازي من زي وعادات ولغة، والانتماء إلى أرضهم، وحبهم الشديد للإسلام.