يستغل عدد من الوافدين توافد حجاج بيت الله الحرام على مشعر منى وانتشروا منذ ساعات مبكرة من صباح أمس الأول، متخفيا بعضهم في زي الإحرام لممارسة الحلاقة العشوائية على رؤوس الحجاج، فيما قام بعضهم بتوفير مقاعد صغيرة سهلة الحمل ليمارسوا الحلاقة في ساحات منى، دون أن يعي عدد كبير من ضيوف الرحمن ما قد تسببه هذه الحلاقة بأمواس وماكينات الحلاقة غير الآمنة من مخاطر على صحتهم. وأكد عدد من حجاج بيت الله الحرام أن لجوءهم لهؤلاء الحلاقين بسبب عدم كفاية عدد كراسي الحلاقة، لذا يضطرون لتسليم رؤوسهم لهؤلاء، رغم علمهم جيدا بمدى ضررهم الكبير وما يسببونه من مشاكل صحية، خاصة أن معظمهم يتعلمون الحلاقة على رؤوسهم، على حد قولهم. يقول محمود رافع، حاج مصري إنه يفضل الحلاقة على «الزيرو» في رحلة الحج، مشيرا إلى أن حجاج بيت الله الحرام يعمدون لهذه الحلاقة لأن النبي «صلى الله عليه وسلم» دعا للمحلقين ثلاثا وللمقصرين مرة واحدة «أعتقد أن إزالة الشعر تماما هو تضحية صغيرة تقابل جبال الذنوب التي يحملها العباد»، مؤكدا أنه يذهب إلى صوالين الحلاقة البعيدة عن مشعر منى والمسجد الحرام لأن مستوى النظافة قربها متواضع، والحلاقون غير محترفين، وأدواتهم غير نظيفة، كما أن كراسي الحلاقة النظامية تشهد زحاما شديدا. أمراض جلدية ويوضح الدكتور حازم عز الرجال، طبيب عام أن أكثر تلك الأمراض شيوعا هي التهاب الجلد، ويصاب به الحلاق أو الشخص عن طريق الملامسة أو الاستنشاق أثناء التعامل مع الكيماويات التي تستخدم خلال عملية الحلاقة، أما الأمراض الرئيسية المتعلقة بالحلاقة، فهي أمراض الدم مثل الأيدز والتهاب الكبد الوبائي، وأمراض الجلد المختلفة، وحشرات الرأس، وتنتقل عبر أدوات الحلاقة والأقمشة التي تستخدم في الحلاقة كالمناشف والأغطية. ويضيف عز الرجال «الأمراض الجلدية التي يمكن أن تنتقل عن طريق الحلاقة هي الثآليل الفيروسية التي تتجرح أثناء الحلاقة، فتتوالد وتنتشر على الجسم وتتزايد أعدادها، كما يمكن أن تنتقل لشخص آخر، والمرض الآخر هو سعفة فروة الرأس واللحية، وهي عبارة عن فطريات يمكن أن تتنقل من شخص إلى آخر من خلال أدوات الحلاقة، والحصف الجلدي وقمل الرأس الذي يكثر في الأماكن المزدحمة، وينتقل عبر ماكينات الحلاقة والمناشف الملوثة، ويمكن أن تعيش بويضات القمل لمدة شهر كامل في الشعر والمناشف الملوثة». مجهود توعوي الناطق الإعلامي بوكالة الخدمات بأمانة العاصمة المقدسة سهل مليباري يشير إلى أن الأمانة خصصت أكثر من 2000 كرسي للحلاقة بمشعر منى تم توزيعها بشكل مدروس في أماكن تواجد الحجاج وحول جسر الجمرات «الأمانة أولت الجانب الصحي عنايتها وذلك حرصا على سلامة الحجاج وآمنهم الصحي منعا لانتشار الأمراض المعدية التي تنتشر بواسطة أمواس الحلاقة، حيث ركزت الأمانة على الجانب التوعوي والإرشادي من خلال الحملات التوعوية وتوزيع البروشورات واللوحات الإرشادية التي توضح الأساليب الصحيحة في صوالين الحلاقة، وتنظيم ورش العمل وغير ذلك، وتسعى الأمانة من خلال هذه المواقع إلى توفير أماكن مجهزة ومهيأة تتوفر بها كل عناصر الإصحاح البيئي لتمكينهم من أداء هذه الشعيرة بطرق آمنة». ويتابع مليباري «استعانت الأمانة ب 250 من طلاب الكلية الصحية كمراقبين صحيين إضافيين داخل مشعر منى، إضافة إلى 100 مراقب منتدبين من وزارة الشؤون البلدية والقروية وأمانات المملكة، وذلك للرقابة على الصحة العامة داخل مشعر منى المقدس»، مؤكدا أن الأمانة جادة فيما يتعلق بمكافحة الحلاقة العشوائية التي تتم خاصة خلال موسم الحج، ويشير إلى أنه سيتم التوسع في إقامة كراسي الحلاقة في مشعر منى والساحات المحيطة بالحرم المكي الشريف وبالقرب من المجازر، مع تكثيف الرقابة على كافة المحال لضمان السلامة للجميع .