هل أصبح الزواج في وعي الشاب «قيدا» ساعدت في تشكيله الحرية والمدنية، وأخذ الرجل يفرد عضلاته على أقرانه المتزوجين ويوهمهم بأن «التعنس» الذي هو فيه من اختياره؛ كون الولاية على نفسه حقا له؟ من المسؤول عن تزايد أعداد العانسين والعانسات حتى بدأ الرجل بالمفاخرة بعنوسته وتجاوزه الأربعين؟ هل هناك حقيقة أن الرجل لم يعد قادرا على توفير متطلبات الحياة والظروف الاقتصادية التي تحيط به، أم أن المرأة قد تتجاوز السن المشروطة في إيجاد رجل؛ ولذلك يفوتها القطار الذي لا نعلم من حدد محطته ولا حتى زمنه حتى يفوت، ومن بنى تلك المحطة وبدأت في تأييد الحل السحري «التعدد»؟! في البحوث الأخيرة تبين أن أعداد الذكور تساوت مع الإناث، وأصبح التفوق العددي المزعوم للإناث مقولة خاطئة؛ إذن فالزواج الأول للعزاب سيحد من العنوسة! إن الحديث هنا يبدأ بأسئلة عديدة حول من المسؤول عن تحديد عمر للمرأة يرتبط الوصول إليه بلقب «عانس» دون علامات واضحة أو حتى أعراض؟ ومن منح الرجل صك السلامة حتى ولو عنس؟ هناك طبعا عادات ساعدت في تضخيم الأزمة كأن تبقى الفتاة لابن العم أو ابن القبيلة، وفي حال تراجعه أو في حال كان القدر أسرع، سيوأد حلمها ببساطة، لتنال هذا اللقب على غرار «أرملة» أو«مطلقة»، في حين أن الرجل يملك خيارات كثيرة للارتباط في أي عمر، فهو يرى أنه مرحب به وإن كان في التسعين من عمره، وما هذا إلا دليل على أننا أمام ظاهرة تؤيد عنوسة الرجل لإنهاء مراحل حياته العلمية، وأصبحنا في زمن «العونسة» الذكورية التي حكمت على الأنثى أن تبقى تحت رحمة هذا القطار على أمل أن يتم تحسين خدماته، ويكون للزواج محطات تقف عندها وتستطيع معها اللحاق بالركب وتفنيد مزاعم هذا المتعونس بترحيب من كافة أطياف المجتمع.