طرح الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية على قمة مجموعة العشرين التي انطلقت أمس في العاصمة الكورية سيئول الرؤية السعودية تجاه البنود والقضايا التي تضمنتها القمة، وأكد أن المملكة تقوم بدور كبير في الاقتصاد العالمي. وقال في تصريح لوكالة الأنباء السعودية قبيل حضوره افتتاح القمة إن هذا الدور هو الذي جعل المملكة تكون عضوا فاعلا في مجموعة قمة العشرين، وأضاف أن المملكة مستمرة في القيام بهذا الدور، وهذا ما هو مطلوب من جميع أعضاء مجموعة العشرين، فيما ضم الوفد السعودي في القمة وزير المالية الدكتور إبراهيم العساف ومحافظ مؤسسة النقد العربي السعودي الدكتور محمد الجاسر. وفي كلمته شدد الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونج باك على حل مسألة فجوة النمو بين الدول المتقدمة والنامية بهدف تحقيق النمو الاقتصادي المتوازن عالميا، واعتبر أن توسيع الاستثمارات المدنية في الدول النامية ضروري لمعالجة وتقليص الفجوة التي نتجت بصورة عامة في مراحل التغلب على الأزمة المالية العالمية. وأشار لي إلى أنه يجب أن يتوجه جزء من استثمارات الشركات المدنية التي تقوم على نمو السوق الناشئة في آسيا وأمريكا الجنوبية حاليا إلى الدول المنخفضة النمو في إفريقيا وغيرها، داعيا الشركات أن تبدع لإيجاد محرك النمو، وتوفير الوظائف. حرب العملات وعلى هامش حرب العملات الدولية تعهد الرئيس الصيني هو جينتاو بزيادة الحوار والتعاون مع أمريكا، وقال بعد محادثات جمعته بنظيره الأمريكي باراك أوباما في سيئول أمس إن بلاده على استعداد للعمل مع واشنطن لزيادة التعاون للمضي بالعلاقات نحو طريق إيجابي شامل يسوده التعاون، فيما قال أوباما إن على بلاده والصين بصفتهما قوتين اقتصاديتين ونوويتين بارزتين العمل معا لمنع انتشار الأسلحة وضمان نمو قوي ومتوازن. وعلقت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على أزمة حرب العملات الدولية بأن «تثبيت حدود لفوائض الحساب الجاري أو العجوزات لا هو أمر عادل اقتصاديا ولا ملائم سياسيا.. وهذا سيكون متناقضا مع أسس التجارة الحرة في العالم»، في إشارة إلى تسجيل كل من ألمانيا والصين فوائض في ميزان المدفوعات بشكل مريح، بينما تواصل أمريكا معاناتها من العجز التجاري الضخم، إذ إنها تستورد أكثر مما تصدر. وبعد اجتماع مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما في سيئول، استخدمت ميركل طريقتها للتأكيد على أنها والرئيس الأمريكي «سوف يواصلان العمل معا في عدد من المجالات» لكن رغم ذلك من المتوقع أن تقف الخلافات حائلا أمام التوصل إلى اتفاق شامل في ختام قمة مجموعة العشرين اليوم. وقال أوباما إنه لا يزال يتوقع رؤية «اتفاق شامل من كل الدول بما فيها ألمانيا، نحن في حاجة إليه لضمان نمو مستدام ومتوازن لكن في مؤشر على الصعوبات التي ظهرت عندما تم التفاوض على قضايا ذات صلة بالتجارة، أخفق أوباما والرئيس الكوري الجنوبي في التوصل إلى اتفاق على تسهيل تجارة اللحوم والسيارات وهما عقبتان تقفان حائلا أمام بلورة نهائية لاتفاق تجارة حرة بين أمريكا وكوريا الجنوبية. وشدد أوباما خلال تصريحاته على هامش القمة بأن وجود اقتصاد أمريكي قوي هو أمر جيد للعالم، رافضا الانتقادات بأن سياسة بلاده النقدية تتسبب في إغراق أسواق المال بدولارات رخيصة. وقال أوباما بعد اجتماع مع نظيره الكوري الجنوبي لي ميونج باك إن «الأمر الأكثر أهمية الذي تستطيع أمريكا فعله للاقتصاد العالمي هي أن تنمو لأننا مازلنا أكبر سوق في العالم وأكبر محرك لنمو سائر الدول». أوباما منزعج ورفض أوباما انتقادات من دول مثل ألمانيا اتهمت مجلس الاحتياط الاتحادي الأمريكي بخفض قيمة الدولار من خلال طبع أموال بهدف شراء سندات في محاولة لإنعاش اقتصاد البلاد، لكنه شدد في الوقت نفسه على أنه أصدر أوامره إلى فريقه «بالتركيز كل يوم على الطريقة التي نستطيع بها أن ننمي اقتصادنا، ونزيد الصادرات»، وأشار إلى أن الدول المصدرة الناجحة مثل ألمانيا بصدد «الاستفادة من أسواقنا المفتوحة وشرائنا لمنتجاتها». اختلافات كثيرة وفي السياق اعترف المتحدث باسم قمة العشرين كيم يون كيونج بأنه «لا تزال هناك اختلافات كبيرة على قضايا العملات والاختلال الحالي في التوازن»، وجاء تصريح المتحدث بعد أن فشل نواب وزراء مالية دول مجموعة العشرين خلال اليومين الماضيين في التوصل إلى اتفاق على البيان الختامي الذي سيصدر الجمعة .