تسري الأنباء في الوسط الفني عن تأجيل عدد من الفنانين ألبوماتهم الغنائية على الرغم من أن بعضهم حدد قبل عدة أشهر أن فترة عيد الأضحى موعد لطرح ألبوماتهم، إلا أن ذلك لم يحدث حتى الآن، حيث إن ألبوم الفنان عبدالمجيد عبدالله مشروع مؤجل بالنسبة إليه، أما فيما يخص الفنان راشد الماجد فقد اعتاد الجمهور منه تأخير الألبومات، لكن التأخير حرص منه على تقديم شيء مختلف عن البقية، ويأتي على نفس الحال الفنان محمد عبده، وهذه الحالة من التأجيلات والمبررات التي يذكرها الفنانون أصبحت سمة ملازمة لأغلب الفنانين في الأعوام الثلاثة الأخيرة خصوصا أن الألبومات لم تعد محفزا كبيرا للفنانين من حيث المردود المادي بل أصبحت مسألة التوزيع أمرا شائكا ومقلقا للشركات المنتجة للألبومات الغنائية وكذلك للفنانين أنفسهم، أما الجمهور فأصبح يدخل في حالة من الاستجداء لفنانيهم من خلال المواقع الإلكترونية إلا أن الفنانين مازالوا يتجاهلون كل تلك الاستجداءات ضاربين بمطالبات جمهورهم عرض الحائط وباتوا يفكرون بكيفية المردود المادي أيا كان، ويشهد على ذلك حضور عدد من الفنانين في مهرجانات لا ترقى إلى طموحاته كفنان ولكنها قد ترضيه ماديا، إضافة إلى الغناء لأصحاب الطبقة المخملية على الرغم من عدم اقتناعهم في ذلك. وتعتبر شركات الإنتاج مساهمة بشكل رئيسي في هذا الغياب لعدم وجود الجدولة الواضحة لطرح ألبومات الفنانين وكذلك افتقادها إلى الحزم في تسليم كل فنان ألبومه في الوقت المحدد له من قبل الشركة، هذا ما جعل الأمور تسير على غير هدى، ولعل ما زاد الجراح عمقا هو انجراف الفنانين في الآونة الأخيرة إلى الحفلات الخاصة التي أصبحت مجدية ماديا أكثر بالنسبة إلى الفنان يعتبر أحد أسباب تكاسل الفنانين عن طرح ألبوماتهم وتعدد المنابر الفنية المتاحة أمامهم على عكس الماضي والذي كان الألبوم هو صوت الفنان الوحيد. وقد يكون تلبية نداء الشادي في ألبوم «شاديات» من قبل عدد من نجوم الأغنية السعودية والعربية قد ساهمت بشكل رئيسي في غياب الألبومات الغنائية في هذه الفترة نظرا إلى أن الشادي ينوي طرح الألبوم خلال الأسابيع القليلة المقبلة ورغبة من الفنانين في حضورهم من خلال شاديات فضلوا أن يؤجلوا طرح جديدهم إلى الصيف رغم أن الصيف لم يعد مجديا للطرح الفني كما كان في السابق، وعلى الفنانين أن يعوا ذلك تماما حتى لا يقعوا في مطب خسائر التوزيع والجمهور. وبحسب مصادر «شمس» الخاصة أن أحد نجوم الصف الأول في الأغنية السعودية غير أكثر من أربع أغان في ألبومه وذلك بعد انتظاره أحد الشعراء المنتجين بعد عودته من رحلته من الخارج، وهذا دليل على أن الألبومات أصبحت تسير وفق أهواء لم تصبح فيها الكلمة الأولى للفنان، وفي ظل هذه التراكمات السلبية فأن الجمهور مغلوب على أمره ويحترق دون أن يكترث له أحد، مطالبا في الوقت نفسه أن يكون له صوت مسموع من قبل فنانيهم لآرائهم ورغباتهم .