بقدر احترافيتها الكبيرة في نقل أهم الأحداث الكروية، إلا أن قنوات الجزيرة الرياضية لا تزال مقصرة بشكل كبير في مواكبتها للبطولات المحلية، بداية من قلة البرامج ثم تواضع الاستديوهات التحليلية والنقاشات «العقيمة» التي تدار داخلها، ونهاية بتغييب أبرز معلقي القناة عن مباريات دوري زين بشكل خاص، ما جعلها أسوأ من احتكر البطولات المحلية من ناحية التغطية لعدم قدرتها على التعاطي مع الأحداث كما كانت تفعل قنوات art ومن قبلها شبكة أوربت. ففي الاستديوهات التحليلية، هنالك سؤال «فلتة» لا بد أن يطرح على الضيوف ألا وهو «هل الكرة فيها بلنتي؟» ثم «ما رأيك في الهدف ألا توافقني الرأي في أنه تسلل؟» وغيرها الكثير يطرح على محللين أتوا على اعتبار أن اختصاصهم فني في التعليق على مستوى الفرق والمدربين، ولم تكلف القناة نفسها جلب شخص خبير بأمور التحكيم داخل الاستديوهات بدلا من «فلسفة» بعض الموجودين في اللقطات وكأنهم خبراء دوليون، وهم حتى في الوصف الفني بعيدون عن المنطق إلا ما ندر منهم. وعلاوة على ذلك، شبعنا من مشاهدة شخص واحد «يرتز» ليقدم كل ما يخص الدوري السعودي، فالناس أذواق، وفي النهاية ما ذنب من يعتبر تلك الشخصية «ثقيلة دم» و«لا تفقه في المجال الذي تعمل به شيئا» هذا إذا كان هنالك خبراء حقيقيون في التحليل أو تقديم بطولات الدوري السعودي. الجزيرة جلبت نخبة من المحللين العرب لتغطية الدوري الإسباني ومثلهم للإيطالي، وتعاقدت مع ألمع المعلقين لكي تضمن تغطية مميزة للدوريين ولكن الأمر مع بطولاتنا المحلية مختلف.. محللون كل ما يقولونه «أعتقد - أتوقع - لا أعرف»، ومعلقون يغطون على سلبياتهم التي لا تنتهي ب«الصراخ» واقتباس عبارات بعض نظرائهم.