يتهافت شباب مكةالمكرمة، خصوصا طلبة المدارس والجامعات وكذلك العاطلون عن العمل، على مؤسسات الطوافة وأمانة العاصمة المقدسة والمحال التجارية وشركات حجاج الداخل، وغيرها من المنشآت التي تنشط في موسم الحج، من أجل الظفر بعمل موسمي يجنون من خلاله مردودا ماليا وخبرات اجتماعية وثقافية. ويقول زكريا محمد إنه تخرج منذ أعوام من المرحلة المتوسطة، مضيفا أنه يعمل منذ أربعة أعوام في الأعمال الموسمية، التي تساهم في دعمه ماليا، حيث يعمل قرابة شهرين براتب ستة آلاف. وأشار إلى أن العمل في موسم الحج شاق، إلا أنه ممتع «خاصة أننا نخدم ضيوف الرحمن». وأوضح زكريا أنه ينظم حجاج بيت الله الحرام للذهاب إلى المسجد الحرام لأداء الصلوات، وذلك في إطار عمله في مؤسسة مختصة بهذا العمل، مشيرا إلى أن العمل في الحج فرصة لا تعوض أبدا، ففيه من المكاسب والأرباح الشيء الكثير. ودعا زكريا الشباب للبحث عن العمل الموسمي، فهو فرصة لهم لإثبات جدارتهم وتحقيق أهداف عديدة، سواء في جني الأرباح أو في الاحتكاك بالحضارات الأخرى التي تفد من بلدان مختلفة. وذكر حسن عبدالصمد أنه يدرس بالمرحلة الثانوية، موضحا أن هذا أول عام يعمل به في العمل الموسمي للحج. وقال «سمعت كثيرا أن العمل في موسم الحج ممتع ويدر دخلا ماليا جيدا يعينني على شراء احتياجاتي الخاصة، فقررت خوض هذه التجربة، حيث التحقت بإحدى مؤسسات الطوافة بمكافأة تصل إلى أربعة آلاف ريال خلال الموسم». وأشار إلى أنه يعمل في الفترة المسائية فقط، معبرا عن سعادته بخدمة ضيوف الرحمن، في حين قال الشاب أحمد الهذلي «طالب بالمرحلة الثانوية» إنه وزملاءه يستمتعون بالعمل في وقت الحج لأن له لذة كبيرة تتمثل في الاختلاط مع الأجناس الأخرى. وأضاف «نتعامل مع الحجاج وكلنا أمل في أن نعكس صورة طيبة عن أبناء هذا الوطن حتى يعود الحاج إلى بلاده وقد رسم عنا أفضل صورة. والعمل مع الحجاج في البيع والشراء يعلمك العديد من الأمور الرائعة، فأنت تتعلم منهم اللغات الخاصة بهم». وعن نفسه قال الهذلي إنه تعلم من خلال عمله بمحل بيع فاكهة-أسماء الخضراوات والفواكه بلغات الحجاج المختلفة، مضيفا أنه يعمل خلال موسم الحج براتب يقدر ب 2800 ريال. ويذكر كل من فهد معتوق وعوض القحطاني، وهما خريجان، أنهما يعملان فقط في موسم الحج لمدة شهرين بدخل إجمالي يصل إلى 20 ألف ريال، ما يمكنهما من الإنفاق على حياتهما طوال العام. وأوضح رئيس مجلس إدارة مؤسسة مطوفي حجاج الدول الإفريقية غير العربية عبدالواحد بن برهان سيف الدين، أن المؤسسة تستعين في تنفيذ خططها وبرامجها وتقديم خدماتها، بالكوادر السعودية المؤهلة ذات الخبرة في هذا المجال، مشيرا إلى أن المؤسسة تحرص على استقطاب حملة الشهادات، حيث وظفت أكثر من أربعة آلاف شاب سعودي للعمل في اللجان المركزية ووحدات المؤسسة ومكاتب الخدمة الميدانية المنتشرة بمكةالمكرمة، بهدف تقديم خدمة أفضل لضيوف الرحمن. وأكد سيف الدين حرص جميع منسوبي مؤسسات الطوافة على تقديم أعلى مستويات الخدمات المتميزة، بما يتواكب مع التطور الكبير الذي تشهده المملكة على كل الأصعدة، موضحا أن هؤلاء الشباب يعملون في العديد من اللجان العاملة بالمؤسسة، من أبرزها لجنة الاستقبال ولجنة المتابعة والمساندة، ولجنة المشاعر، ولجنة النقل والتصعيد، ولجنة المعلومات والحاسب الآلي، ولجنة الدراسات والأبحاث، ولجنة الخدمات العامة، ولجنة الجودة، ولجنة الطوارئ ولجنة النقل الترددي، التي أنشئت هذا العام، وغيرها. وقال المشرف على العلاقات العامة بجامعة أم القرى الدكتور أيمن حبيب إن الجامعة دعمت مشروع قطار المشاعر المقدسة ب 500 طالب، وذلك للعمل في التوجيه والإرشاد وتوزيع التذاكر وبيعها وتنظيم حجاج بيت الله الحرام خلال موسم الحج. وقال الناطق الإعلامي بوكالة الخدمات بأمانة العاصمة المقدسة سهل مليباري إن الأمانة تستعين ب 1600 شاب من الطلاب والعاطلين عن العمل، موظفين مؤقتين خلال موسم حج هذا العام. ويرى المرشد الطلابي عبدالله الدهاس أن موسم الحج يعد فرصة كبيرة لتدريب الطلاب على العمل التطوعي الذي يحتاج إليه الطلاب، لأنه ينمي فيهم معاني سامية وصفات حميدة، مشيرا إلى أن الكثير من الطلاب لديهم الرغبة الملحة للمشاركة في مثل هذه الأعمال التطوعية .