رغم أننا لا نملك النشاط الدرامي الذي تتمتع به الدراما المصرية أو السورية، ولا العدد الكبير من المخرجين والفنانين، ولكن موجة الخلافات تسيطر على الوسط بطريقة أزعجت الجمهور، ولعلنا نستشهد بالخلاف الأخير للمخرج عامر الحمود مع الممثلين عبدالله السدحان وناصر القصبي، وكأن «طاش ما طاش» هو بيضة الديك وليس عملا عاديا بات يتقهقر في سنواته الأخيرة، حيث لنا أكثر من 15 عاما ونحن لا نرى ولا نسمع في الدراما السعودية سوى الخلافات المزعجة التي لا تعكس بأي صورة حجم الثقافة التي من الواجب أن يتمتع بها الممثلون وأن يكونوا يدا واحدة في مواجهة الأزمات التي تعصف بالتمثيل المحلي، فلم نشاهد يوما ما مثل هذه الخلافات في الكويت أو البحرين وقطر وتفرغنا لخلافات تنطلق من مشكلات مادية. وأتمنى لو أن القرار الصادر من لجنة المخالفات تضمن تحذير الممثلين من الدخول في هذه المشكلات المادية وخلافات العقود التي تعصف بأي مبادرات نحو تطويرنا محليا. وعندما نستعرض سيرة المتخالفين في الآونة الأخيرة نجد أن الجمهور كان يؤمل من السدحان والقصبي والحمود عدم الدخول في هذه المتاهات، ولا سيما أننا ننظر إليهم كواجهة حضارية استطاعت إيصال العمل السعودي إلى آفاق أبعد من المحلية، وكان بإمكان حل هذا الخلاف وديا دون الدخول في مأزق الأزمات ويبدو أننا في كل موسم سيكون لنا قصة فنية عنوانها الأبرز المشكلات، فما بعد قضية العسيري والمالكي التي انتهت إلى لا شيء، نجد أننا نعيش فصلا جديدا من المسلسل المكسيكي «عامر ونجمي طاش»، مثلما أسلفت هذه الخلافات تعكس صورة سلبية عن الوسط الدرامي السعودي الذي بات يقدم نفسه كوسط خصب للمشكلات والأزمات، ولا أجد غضاضة في أن أنسب كل ما يحدث وأرجعه إلى المال الذي أفسد الدراما وحولها إلى «سلق» في كثير من الأعمال، وحول الجزء الآخر إلى ما نستطيع تشبيهه بالصفقات بين المنتجين والقنوات التي تبحث عن الإعلانات التجارية التي لا تهتم بالمضمون الحقيقي، وإنني أشعر حقيقة بوضع الجمهور الذي مل من هذه القضايا ويرغب في متابعة أعمال لأنه ليس له لا ناقة ولا جمل فيما يحدث، نحن نريد أن نراكم في «اللوكيشنات» وليس في قاعات المحاكم والقضايا. عبدالله عريشي. الرياض