أعادت وزارة التربية والتعليم غربلة المناهج المقدمة لطلاب التربية الفكرية، بما فيها المرحلة الثانوية. ووافق نائب وزير التربية والتعليم فيصل بن عبدالرحمن بن معمر، على تشكيل لجنة مهمتها إعادة دراسة كل ما يقدم من مناهج، بدءا من الوقوف على دراسة المنهج، والخطة الدراسية، وصولا إلى الوقوف على الوسائل والمناهج. وأوضح المدير العام للتربية الخاصة بالوزارة الدكتور عبدالله العقيل، الذي كشف ذلك في ختام اللقاء الأول لمشرفي التربية الفكرية والتوحد بالدمام أمس، أن الغربلة «على حد وصفه» لتحقيق الهدف الحقيقي من تخريج تلك الفئة «لدى الوزارة تطلعات في تخريج طلاب الفكرية في سن معينة ومبكرة بمواصفات تأهيلية عالية، تكون كفيلة بتخريج طلاب قادرين على شق طريق المستقبل والاعتماد على أنفسهم». لكن العقيل لم يذكر ما إذا كانت الغربلة تعني المناهج التربوية أم تشمل الدينية أيضا، إلا أن المشاركين في فعاليات اللقاء «53 مشرفا في برامج التربية الفكرية والتوحد على مستوى الوزارة والمناطق والمحافظات التعليمية بالمملكة» ناقشوا بشفافية على مدى ثلاثة أيام داخل فندق الظهران الدولي، حزمة من أوراق العمل التي تعنى بالتربية الفكرية والتوحد، يأتي في مقدمتها استعراض مناهج طلاب التربية الفكرية والتوحد، إلى جانب البرنامج التربوي الفردي وآليات تطويره، بالإضافة إلى استعراض الدليل التنظيمي للتوحد، واستعراض سجلات تقويم طلاب التربية الفكرية والتوحد، والنظر في التشخيص وضوابط القبول في برامج التربية الخاصة. وكان بارزا تسليط الضوء على حوافز العاملين ببرامج التربية الفكرية والتوحد، غير أنه لم تتم الإشارة للتوصية التي خرج بها الاجتماع بهذا الشأن، إلا أنه تمت التوصية بإبقاء علاوة التربية الخاصة للمشرف التربوي أسوة بالمعلم، فيما نوقشت ميزانيات واحتياج التربية الخاصة، واشتملت أبرز التوصيات على تكثيف الدورات التدريبية لمشرفي ومعلمي التربية الفكرية والتوحد، وتسديد احتياج برامج التربية الفكرية والتوحد من المعلمين في كل التخصصات، سواء عن طريق التعيين أو التأهيل، وتطوير الدليل التنظيمي للبرامج التربوية والتعليمية، وإنشاء مراكز متخصصة لذوي التوحد، وتخصيص مبالغ مالية للصرف على معاهد وبرامج التربية الفكرية من أحد البنود المالية، الصيانة الخفيفة أو من الصندوق المدرسي، بواقع ألف ريال لكل فصل، وتوفير مقاييس مقننة على البيئة السعودية، وتضمين معاهد وبرامج التربية الخاصة في البنود المالية للتجهيزات والنشاط، ومراجعة وتعديل ضوابط افتتاح فصول التربية الخاصة. وكانت أوراق العمل تناولت تعريف التوحد، قدمها مدير إدارة التربية الخاصة بتعليم المنطقة الشرقية سعيد الخزامين، الذي عرف التوحد بأنه «اضطراب نمائي ناتج من خلل عصبي وظيفي في الدماغ، يظهر في الأعوام الثلاثة الأولى من العمر، ويتميز فيه الأطفال بالفشل في التواصل مع الآخرين، وضعف واضح في التفاعل وضعف في اللعب التخيلي، وأبرز أنواع التوحد، التوحد التقليدي وعرض أسبيرجر وعرض ريت، بالإضافة إلى اضطراب الطفولة التحللي واضطراب النمو الشامل غير المحدد». وعدد الخزامين أبرز أعراض التوحد، من خلال أداء حركات مكررة ونمطية بالأيدي أو الأصابع أو الأشياء، مثل لف الأصابع بطريقة معينة أو اللعب باللعبة نفسها بشكل مكرر ونمطي ليس فيه تجديد أو تخيل، بالإضافة إلى الاهتمام بالأشياء المتحركة، مثل المراوح أو عجلات السيارات، بجانب الاهتمام بتفاصيل الأشياء مثل نقاط في صورة أو حبة على الوجه «فيديمون النظر إليها أو تحسسها دون الاهتمام بالتفاصيل الأكثر أهمية، بجانب تحسس الأشياء أو شمها بشكل متكرر، وتكرار حركات جسدية مثل اللف أو القفز أو الدوران أو المشي على شكل زوايا أو خطوط مستقيمة» .