يعتبر باراك أوباما واحدا من أذكى الرؤساء الأمريكيين في العصر الحديث، وأكثرهم بلاغة وتوازنا نفسيا وهدوءا وبرودة «مقارنة بكل من بيل كلينتون وجورج بوش، أو ريتشارد نيكسون». وهو أيضا من أصعبهم، رغم أنه لا تبدو عليه أي شدة. وهناك الدهاء والصراحة التي أدت لأن يصفه أحد مساعديه بأنه «رجل غير عاطفي، ولم أشاهد مثله من قبل». انعدام الرحمة يأتي بسهولة لأوباما، وأكبر مثال على ذلك فوزه على منافسته القوية هيلاري كلينتون خلال سباق الترشيح للرئاسة. ورغم كل هذه الصفات، ظلت شعبيته تتراجع باستمرار وأصبحت على مشارف ال 40 % في الوقت الذي تشير فيه التوقعات إلى أن حزبه الديمقراطي على وشك الهزيمة في انتخابات نوفمبر النصفية. أوباما لديه بعض المشكلات الخطيرة. إنه ملون. ومما لا شك فيه، أن الكثير من الأمريكيين يكرهون أن يكون زعيمهم الوطني بهذه الصفة. والأسوأ من ذلك، أنه أذكى الرجال الموجودين حولهم. ثم هناك الاقتصاد. عدم وجود وظائف أمر خطير؛ وربما أكثر من ذلك هو انعدام الراحة بين أولئك الذين لديهم وظائف. وهناك احتمال حدوث ركود مزدوج. ولكن الحقيقة - وباعتراف الجميع - هي أن أوباما ورث حالة من الاكتئاب ناجمة عن تصرفات إدارة بوش وجشع الشركات وغطرستها، وأن الاقتصاد بدأ يعود على الأقل إلى وعيه بحزمة التحفيز التي جلبها له أوباما. وهو الآن يحاول حزمة تحفيز ثانية. ولكن يعارضها الجمهوريون، الذين يصرون على أن يتم تمديد التخفيضات الضريبية لتشمل الأغنياء وأفراد الطبقة الوسطى. وهو الاعتراض الذي هللت له حركة الشاي التي تدرك تماما أن أوباما ملون. وهذه هي النقطة. مشكلة أوباما، التي هي في الواقع كبيرة، لا تتواجد في نفسه رغم أنه يحتاج إلى تعلم فن تزوير الصدق الذي كان يجيده كلينتون بعبارته الشهيرة «إنني أشعر بألمكم». مشكلة أوباما تستقر في باطن أمريكا التي أصبحت تضم مجتمعا شبه معطل. مشكلة أوباما بالتالي صارخة وبسيطة: «إنه الرجل المناسب في الوقت غير المناسب».