يقال إن عين الإعصار هو ذلك الجزء الذي يوجد في قلب الإعصار، وهي نقطة هادئة وشبه معزولة عما يجاورها من النشاط المحموم، فكل شيء حولها يكون عنيفا ومضطربا، إلا أن المركز يبقى هادئا، ولهذا من الجميل أن نتعلم هذه الاستراتيجية في التعامل مع الاضطرابات التي تفتعل أو تطرأ داخل الأندية الرياضية، وهي دلالة على خبرة وحنكة إدارة فنية وإدارية داخل النادي، وكثير من الأمثلة تدلل على ذلك، ولعل ما مر أو يمر به نادي النصر السعودي خير مثال على ذلك، ولعلكم تتذكرون ما حصل للنادي الكبير الموسم الماضي من اضطرابات وأعاصير؛ ومنها تسجيل أحمد الدوخي، وأيضا قضية حسام غالي والمشكلات الفنية مع ديسلفا، وأيضا ما كان يحصل من بعض أعضاء الشرف، ولن أغفل الدور الكبير لتأجيج كل تلك المشكلات من قبل الإعلام إياه؛ ولكن الجهاز الإداري استطاع أن يضع فريق كرة القدم في «عين» الإعصار في المنطقة «الهادئة» فاستطاع أن يحمي الفريق من كل تلك الاضطرابات المحمومة؛ ولذلك وصل لتحقيق الهدف المعلن من قبله، وهاهو النصر في هذا الموسم يمر بتجربة «معاكسة» للفريق بدايتها القدرة على حماية لاعبيه أسوة بما حصل في الموسم الماضي، بل إنه لم يتأثر بالفراغ الإداري في عدم التواجد داخل النادي، لوجود العمل المؤسساتي، ولكن وما أن تم «إخراج» اللاعبين عن النقطة الهادئة من الإعصار (والتي دوما وأبدا ما تحيط بالنصر طوال تاريخه) وخاصة خلال مباراة القادسية، في هذه اللحظة تم «إخراج» اللاعبين والجهاز الفني من المنطقة الهادئة في الإعصار وإشراكهم فيما يحدث، فحصلت زيادة في الحمل النفسي على اللاعبين، فرأينا آثار ذلك في المباريات اللاحقة للقادسية، فقد اتضح عدم التركيز والتشتت نتيجة الضغط، فأصبح اللاعب يرى نفسه جزءا من العملية بكامل علاتها، ساهم في ذلك الشحن الجماهيري الكبير، وهنا أرى أن العمل القادم «الأهم» هو إعادة الفريق للنقطة الهادئة من الإعصار ليتفرغ اللاعب لواجباته داخل الملعب، وألا يتم إقحامه في أمور لا علاقة له فيها، والأهم أن تتفرغ إدارة النادي للعمل على إصلاح ما يمكن إصلاحه وعدم فتح جبهات داخلية أخرى قد تعيق تقدم الفريق، وهو ما يريد المغرضون إدخال النصر في نفقه؛ هذا إن أرادوا للنصر العودة.