بدأت وزارة الكهرباء والطاقة المصرية بالتنسيق مع نظيرتها السعودية في تلقي عروض شركات عربية وأجنبية لتنفيذ الإنشاءات الخاصة بمشروع الربط الكهربائي المصري السعودي، بقيمة إجمالية تقدر بنحو 1.5 مليار دولار، ويستهدف المشروع المفترض تطبيقه بحلول 2013 تبادل الطاقة الزائدة في ظل اختلاف أوقات ذروة الاستهلاك بين البلدين، حيث إن وقت الذروة في السعودية يبدأ من ال 1.00 ظهرا وينتهي في ال 5.00 عصرا، بينما تبدأ في مصر من ال 8.00 مساء وحتى ال 10.30 مساء؛ ما يسمح بتبادل قدرات كهربائية بين البلدين في أوقات الذروة تقدر بنحو ثلاثة آلاف ميجاوات. وقال وكيل وزارة الكهرباء والطاقة أكثم أبوالعلا إن المشروع سيسهم بشكل كبير في حل مشكلة الانقطاعات الكهربائية في فصل الصيف في البلدين، لاختلاف أوقات الذروة بين البلدين، وأوضح أن المشروع يتضمن كبلا هوائيا بطول 1300 كلم، نصيب مصر منه نحو 450 كلم، ويبلغ طول الأعمال البحرية 20 كلم، وسيتكفل كل جانب بتكاليف الإنشاء الخاصة به، مؤكدا تحديد مسار كبل الربط الكهربائي للمشروع بشكل نهائي. وأوضح أنه سيتم كذلك إجراء مسح بحري إضافي لتجنب مناطق الشعب المرجانية والأعماق الكبيرة بخليج العقبة بطول نحو 7 كلم، بالإضافة إلى المسار الأصلي بطول نحو 35 كيلومترا واختيار أنسب مسار، وقال إنه بانتهاء أعمال المسح البحري وتحديد مسار كبل الربط البحري الكهربائي المصري السعودي سيكون تم الانتهاء من كافة الأعمال والخدمات الاستشارية المطلوبة للمشروع، فيما تم الانتهاء من إعداد تصميمات معدات المشروع ودراسة عدد من بدائل التمويل اللازمة له، بالإضافة إلى تحديد مسار خطوط الربط بطول 1300 كلم، وإجراء المسح الأرضي للمسار ورفعه على خرائط مساحية. وأشار إلى أن المرحلة الأولى من المشروع تستهدف تبادل كهرباء بمعدل 1500 ميجاوات تصل إلى تبادل ثلاثة آلاف ميجاوات بانتهاء المشروع، وتم تحديد حصة كل من مصر والسعودية في تكلفة المشروع بحسب المسافة التي يشغلها المشروع في أرض البلدين، حيث بلغت الحصة التي ستدفعها السعودية في المشروع بما يقارب المليار دولار، أما مبلغ ال500 مليون دولار فتدفعه مصر، في حين يدفع الطرفان مناصفة تكلفة مد الكبل البحري تحت خليج العقبة والممتد بطول 20 كيلومترا. يشار إلى أن المشروع المصري - السعودي الذي من المقرر أن يتم الانتهاء من تنفيذه خلال العام 2013 من أبرز أمثلة مشاريع الربط الكهربائي، ويعتبر أكبر منظومة ربط بالعالم العربي، فمن خلاله سيتم تبادل ثلاثة آلاف ميجاوات من الطاقة الكهربائية بأوقات الذروة بين البلدين اللذين تتزايد فيهما معدلات الاستهلاك مع عدم كفاية ما يقابل تلك الزيادة الاستهلاكية من معروض كهربائي، وتبدو أهمية المشروع في أن السعودية ترتبط حاليا بدول الخليج عبر مشروع الربط الخليجي، في حين ترتبط مصر بسورية والأردن ولبنان وليبيا، وترتبط الأخيرة بتونس المرتبطة مع الجزائر، كما ترتبط سورية جزئيا مع تركيا، ويأمل الجانبان المصري والسعودي من المشروع الجديد انتهاء أزمة انقطاع التيار الكهربي في أوقات الذروة بالبلدين