إلى المطر.. والمطر - فقط حيث تمضي الليالي بيبوستها، أتساءل عن حضورك في لحظة انهمار النعاس، وتمر نظرتك المليئة بالماء أمام محور عيني المحدقة في لمعان النجوم الأكثر نأيا. كل شيء هنا يعتليه الجفاف: الحجرة رخام بارد، والسرير لوح جاف، الضوء نافر عن مبارزة الريح، الستارة الجنائزية تهذي بصمت، السقف المعلق على كتف الجدار يتساءل بصفاقة.. مواء القطط يرتق رماد الليل. والقمر متوار بسكون.. بينما منقار أذني يلتقط بارتعاش لنقر حباتك على الأفق حين تصافح النسائم الخجولة أشجار الحناء في الباحة. عيناي تركنان للسكوت، وروحي توقد زيت الانتظار في قنديل الأمل.. لعل الريح تبث خبر مجيئك حينما تحط رحالها في وهاد قلبي، وبرية روحي الواسعة كحلم. فيا مطري المحجوب في لفافة الغياب تعال.. لتصهر الجليد المتنامي في صدر الوقت، وقتنا الذي يمنحنا زمنه بينما يضن بلقاء عابر، حضورك مثلما النار المقيمة أعراسها على جسد الشمعة، تنحت ملامحها حد التلاشي.. وحدك أنت من يبيح للصمت عطر الكلام في دائرتنا اليومية، والعالم يستمع. وأيها المطر العاصف بدهشة الطفولة. قف بجواري في ذاكرة الكلمات لنحرض كل العصافير التي تنفر من لغة الكون، كي تبقيك وفي دمي حروف من اشتعالات لا تنتهي! ليلى العقيل