لا أؤمن كثيرا بنظرية المؤامرة التي أثقلت كاهل الرياضيين في بلادي، ولست من الذين يسعون للتشبث بالأعذار الواهية لتغطية جوانب القصور في البيت الأزرق، فالأخطاء الإدارية والفنية تحتاج دائما إلى تعرية ومكاشفة لكي يتم تقويم العمل، لكن كثافة وفداحة الأخطاء التحكيمية المرتكبة ضد الهلال طوال مشاركاته الآسيوية قبل أكثر من ربع قرن؛ يعد واقعا معاشا يدركه المتابع الحصيف لمسيرة نادي القرن الآسيوي، فهو بات- قبل وبعد مباراة ذوب آهن- أكثر الأندية في آسيا تعرضا للظلم التحكيمي الذي تسبب في حرمانه من معظم بطولات القارة الصفراء، ولعل هذه الأسطوانة التي تتكرر مع المشاركات الزرقاء ليست مجرد أحاديث عاطفية عابرة تنحصر في زوايا جماهيرية ضيقة، لكنها حقيقة ثابتة لا تقبل الجدل..وباتت علامة فارقة في معظم المشاركات الهلالية، الأمر الذي يمكننا من إسقاط هذه الحقيقة على بعض المواقف التي تعرض لها الهلال من قبل بعض اللجان في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وبخاصة لجان الانضباط والمسابقات والحكام، وربطها مع هذه «الغشامة» التي تغزو حكام آسيا بمجرد قيادتهم لمباريات الهلال، ولعل ما قام به الماليزي محمد صبح الدين أمام ذوب آهن الإيراني جاء مكملا للدور الذي قام به الياباني أوكادا الذي قاد ثلاث مباريات مصيرية أمام العين ثم بوهانج ثم بيروزي في ظرف ثلاثة أعوام فقط، في تكرار غريب ومريب، الأمر الذي تسبب في «رفسة» القهر الشهيرة من الثنيان، وصرختي الألم الصادقة من المعلق «محمد البكر» في هذه المباريات الثلاث..كل هذه المعطيات تؤكد أن ثمة من يتعامل مع الهلال آسيويا بظلم و«غشامة» وإلا كيف لحكم يعتبر من حكام نخبة «السركال» أن يتغاضى عن طرد مدافع قام بالضرب المتعمد لمهاجم مواجه للمرمى، ويغض النظر عن ركلة جزاء واضحة؟! ..أليس من المريب أن يتكرر هذا في المشاركات الهلالية الآسيوية ؟! ..إذن نحن لا نقدم الحكم كبش فداء لأخطاء الهلال ..لكننا أمام واقع يتكرر..يمكن ربطه بالكثير من الأحداث التي تجعل من الهلال فريقا غير مرغوب فيه داخل أروقة الاتحاد الآسيوي بأكمله..!