تقدم الأسواق والمراكز التجارية العديد من التنزيلات والعروض على طائفة كبيرة من السلع ومنها العطور والملابس والأحذية والساعات وغيرها، إلا أن بعض الشباب يعتبر أن الشراء في التخفيضات يقلل من شأنهم وقدرتهم الاقتصادية أمام أصدقائهم، لذلك فهم يتباهون، على غير وجه الحقيقة، بشرائهم بالأسعار الأصلية للسلع وهو ما قد يوقعهم في حرج كبير عندما يكتشف أمرهم، خاصة إن كان أصدقاؤهم اشتروا في ذات التوقيت ومن نفس المحال. وذكر عدد من الشباب ل»شمس» أنهم واجهوا الكثير من الانتقادات والسخرية من أصدقائهم على هذا السلوك؛ الأمر الذي جعلهم يراجعون حساباتهم ويتخلون عنه، على اعتبار أن الشراء في أوقات التخفيضات أمر لا غبار عليه وسلوك اقتصادي مطلوب ويمارسه الأغنياء والفقراء على حد سواء في جميع أنحاء العالم. العطورالفرنسية وقالت غادة المرشدي «23 عاما»: إنها فوجئت خلال زيارتها للرياض الأسبوع الماضي بمعرض للعطور يقدم عرضا مغريا على عطر معروف فبسعر شراء زجاجة منه وهو 500 ريال تحصل على زجاجة أخرى مجانية. «العرض كان خياليا بالنسبة لي؛ فلم يسبق لي شراء عطر بهذا السعر فما بالكم بالحصول على زجاجتين منه». وأضافت أنها عند عودتها إلى الخبر جلست تتفاخر أمام صديقاتها بشرائها زجاجتين من ذلك العطر بألف ريال لقناعتها بأن أحدا لن يكشف أمرها، إلا أنه وكما يقال فحبل الكذب قصير: «اتصلت بي إحدي صديقاتي المقربات تستدين مني ألف ريال لقناعتها بأني أملك المال فمن تشتري عطرا بهذا المبلغ فلا بد أن ميزانيتها جيدة ولن تبخل على صديقتها المقربة.. وبالطبع لم أكن أملك ما تطلبه وحتى لا أفقد صديقتي فاضطررت لمصارحتها بالحقيقة ورجوتها أن تبقي الأمر بيننا لكنها لم تصدقني حتى أعطيتها كارت المحل ومن بعدها أقسمت ألا أورط نفسي في أمور كهذه». تعليقات ساخرة أما محمد الراجح «25 عاما» فقال إن شراء السلع الفاخرة المخفضة، يمثل التفاخر بشرائها بسعرها الحقيقي إحدى هواياته في الماضي: «كحال بعض الشباب أحب ارتداء الماركات المعروفة والتفاخر بذلك لكن الشراء في التخفيضات والادعاء بغير ذلك أوقعني في موقف لا أحسد عليه فذات يوم اشتريت حذاء بنصف سعره الأصلي وهو 400 ريال، وأخذت أتفاخر أمام أصدقائي بالحذاء وسعره المرتفع ومزاياه وما إلى ذلك، بل وصل بي الأمر أن ارتديته يوما وحضرت به إلى استراحتنا إلا أنه ولسوء حظي كان أحد الأصدقاء قد اشترى الحذاء نفسه وبالسعر نفسه فأخذ الجميع يضحكون علي ويصفونني بأوصاف وتعليقات ساخرة جدا. بعدها قررت أن أتوقف عن هذا السلوك وترك التفاخر لمن يقدرون عليه».