عند دخول المسافرين والزوار مدينة بريدة عن طريق مدخلها الجنوبي، يلاحظ الجميع مجموعة من الرجال، وقد بدت على سحناتهم الشاحبة ملامح التعب، وأشربت بسمرة تكونت مع السنين، لجلوسهم ساعات طوالا تحت أشعة شمس نجد الحارقة، هؤلاء الكادحون الذين يجلس كل واحد منهم أمام سيارته في انتظار مسافرين ينقلونهم بأسعار زهيدة، لا تكف أعينهم عن مطاردة المارين من هناك بحثا عن لقمة شريفة، حيث يوصلون المسافرين وينقلون البضائع الخفيفة إلى جميع مناطق المملكة، معيدين محطة التنزيل ونقل المسافرين والبضائع التي كانت قديما في بريدة، والمسماة «استيشن بريدة» التي تقع في الجردة بمركز بريدة التجاري، ونقطة انطلاقة قوافل العقيلات الشهيرة إلى جميع دول العالم بحثا عن الرزق. أحد هؤلاء الكادحين، رفض ذكر اسمه، يكشف بعض صور معاناتهم، مشيرا إلى أن سيارات رجال الأمن تطاردهم بحجة أن عملهم غير نظامي، وأن عليهم الحصول على سيارات أجرة لمزاولة المهنة، وبسؤاله عن سبب امتناعهم عن تنفيذ الأوامر، أفاد أن ذلك يحتاج إلى دوامة من الشروط والروتين. وأوضح آخر أنهم «ينقلون المسافرين والبضائع بأسعار زهيدة، حيث يحصل على مبلغ 60 ريالا مقابل التوصيل للرياض، و 150 ريالا لمكة المكرمة والطائف»، وعما يعكر صفوهم، أشار إلى مجموعة من أصحاب الأجرة الرسميين بقوله «هؤلاء يبلغون عنا لمنعنا من منافستهم، والكسب حق مشروع للجميع ولن نضايق أحدا في رزق قسمه الله له». وأشار أحد سائقي الأجرة إلى أن موقعهم بحاجة إلى تنظيم ووضع المظلات الواقية من الشمس، ومنع المتطفلين على المهنة «أدفع أقساطا شهرية لتسديد قيمة الأجرة، ويأتي آخرون بسياراتهم الخاصة ويخطفون زبائننا». فيما يقول أحد المسافرين بعد أن تخلص من شد وجذب مقدمي الخدمة طلبا لكسبه زبونا لديهم إن الخدمة المقدمة مطلوبة، ولكن بحاجة إلى التنظيم، وذلك بافتتاح مكتب يوزع الزبائن على المركبات بعد أن يسجلوا لديه، وكذلك وضع تسعيرة موحدة بدلا من التفاوت الكبير الملحوظ الآن.