في وقت شكلت فيه إمارة منطقة مكةالمكرمة لجنة ثلاثية مكونة من مندوبيها والمحكمة الشرعية، وأمانة العاصمة المقدسة، للتحقق والنظر في وضعية ما يزعم أنه مقبرة تاريخية يعود إرثها لموتى الكفار في حقبة ما قبل التاريخ الإسلامي، بات موقع الأثر التاريخي مزارا للكثير من الهواة الذين أرادوا- حسب وصفهم- التعرف على ما أسموه «مقبرة الكفار». وأصبح الأثر الذي لم يتم التأكد من معالمه بعد وما إذا كان يحوي رفاتا أو مجرد مبنى أثري حسب توقعات أمانة العاصمة المقدسة، محل الكثير من اللغط والأقاويل، في مصير رفات الكفار، بعد العثور عليه في موقع لا يبتعد عن المسجد الحرام سوى أمتار معدودات «منطقة الغزة الواقعة شمال شرقي الحرم المكي الشريف». لكن الأستاذ المشارك في كلية الشريعة الإسلامية بجامعة أم القرى الدكتور محمد السهلي، اعتبر الأمر ليس مشكلة معقدة «ففي حال التأكد من أن المكان الذي يقع شمال شرقي المسجد الحرام يضم مقبرة، يتعين التأكد من الحقبة التاريخية لمعرفة ما إذا كانت تعود إلى فترة الجاهلية أم بعد ذلك، وينبغي نقل بقايا المقبرة إلى خارج نطاق الحرم المكي». وبين أن «الإسلام أوصى بإكرام الميت، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يعترض على وجود مقابر للمشركين في عام الفتح، وإذا تبين من خلال عمليات البحث والتقصي أن المقبرة لمسلمين، فلا ضير في نقلها إذا دعت المصلحة العامة لذلك، على أن يتم دفن الرفات بمقابر المسلمين، لكن إذا تم التأكد من أن الرفات لمشركين وغير مسلمين فيتم نقلهم إلى مقبرة النصارى بمحافظة جدة، غير أن ذلك لا يعد شرطا متى ما توافر مكان مناسب لنقل الرفات إليه، على أن يكون خارج حدود الحرم». وبادرت الأمانة بتسوير الموقع، وحسب المتحدث الإعلامي لأمانة العاصمة المقدسة سهل مليباري، فإن مدير إدارة التجهيزات بالعاصمة المقدسة المهندس عبدالله عقيلي وقف إلى جانب فريق مختص من بلدية الغزة، حيث تقع المقبرة المحتملة، وتم تحريز الموقع بتسويره، وأخذ التعهد الخطي على شركة الاتصالات السعودية، بإيقاف حفريات الكيابل الهاتفية التي تمر عبر الموقع لحين الانتهاء من الإجراءات ومباشرة اللجنة عملها، مشيرا إلى احتمال أن يكون الموقع الأثري المكتشف مجرد بناء يتكون من جدار صخري. ورصدت «شمس» خلال وجودها في الموقع الحركة النشطة من قبل المهتمين وهواة الاستطلاع الذين حرص بعضهم على التقاط صور للمقبرة المحتملة بواسطة الهواتف النقالة، ليتم تداولها عبر البلوتوث .