عرف العالم الجريمة السياسية منذ تاريخ مبكر، حيث شهدت إمبراطوريات ودول العالم القديم كثيرا من المؤامرات التي انتهت بمصرع العديد من السياسيين، وذلك ما استمر عبر الزمن حتى العصر الراهن الذي تطورت فيه أدوات أجهزة المخابرات والأمن في تعقب التدابير الإجرامية التي تستهدف السياسيين في جميع مستوياتهم. وقد شهد العصر الحديث كثيرا من حوادث الاغتيالات الشهيرة لزعماء وقادة دول في غير دولة بالعالم، لأسباب تختلف بطبيعة الظروف التي كان يحكم فيها الضحايا، وذلك ما تتعدد معه الدوافع وتتراوح بين السياسية والعقدية أو الاضطرابات النفسية التي قد يعيشها المجرم، وقد أصبح مصطلح الاغتيال يستعمل لوصف عملية قتل منظمة ومتعمدة تستهدف شخصية مهمة ذات تأثير فكري أو سياسي أو عسكري أو قيادي ويكون مرتكز عملية الاغتيال عادة أسبابا عقائدية أو سياسية أو اقتصادية أو انتقامية تستهدف شخصا معينا يعتبره منظمو عملية الاغتيال عائقا في طريق انتشار أوسع لأفكارهم أو أهدافهم. الدوافع الإجرامية ويتراوح حجم الجهة المنظمة لعملية الاغتيال من شخص واحد فقط إلى مؤسسات عملاقة وحكومات، ولا يوجد إجماع على استعمال مصطلح الاغتيال, فالذي يعتبره المتعاطفون مع الضحية عملية اغتيال قد تعتبره الجهة المنظمة لها عملا بطوليا, ومما يزيد في محاولة وضع تعريف دقيق لعملية الاغتيال تعقيدا هو أن بعض عمليات الاغتيال قد يكون أسبابها ودوافعها اضطرابات نفسية للشخص القائم بمحاولة الاغتيال وليس سببا عقائديا أو سياسيا كمحاولة اغتيال الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان على يد جون هنكلي جونيور في 30 مارس 1981 الذي صرح فيما بعد أنه قام بالعملية إعجابا منه بالممثلة جودي فوستر ومحاولة منه لجذب انتباهها. وشهدت الحقبة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية تطورا نوعيا وكميا في الاغتيالات السياسية، ومن أبرز محاولاتها هي التي نجا منها فيدل كاسترو بإعجوبة عدة مرات وكانت كل هذه المحاولات مخططة لها من قبل وكالة المخابرات الأمريكية وبالتعاون مع معارضين كوبيين, وهناك مزاعم أخرى في ضلوع الوكالة في محاولات اغتيال القائد الثوري تشي جيفارا والرئيس الشيلي السابق سلفادور إليندي 1908 - 1973 الذي تشير مصادر أخرى إلى أنه مات منتحرا. أساليب وطرق الاغتيالات تتم عملية الاغتيال عادة بعد تخطيط وتحضير, ويتراوح مدى تعقيد خطة الاغتيال من بسيطة إلى غاية في التعقيد نسبة إلى مدى صعوبة الوصول إلى الشخص المستهدف، وكانت اغتيالات العصر القديم بدائية في تخطيطها وتنفيذها وكان الاغتيال يتم على الأغلب بواسطة العصا أو الهراوة أو طعنة الخنجر، ولكن حتى الهراوة القديمة قدم الإنسانية تم تطويرها في العصر الحديث بتحويلها إلى هراوات قادرة على إحداث صعقات كهربائية والتي تسببت في مقتل 73 شخصا من عام 1999 إلى 2004. ومع ازدياد الحماية للأشخاص المهمين أصبح استعمال السموم وسيلة مفضلة للقاتلين على نحو محاولة اغتيال خالد مشعل، قائد الجناح السياسي لحركة حماس من قبل الموساد الإسرائيلي ولكن المخابرات الأردنية اكتشفت محاولة الاغتيال وقامت بإلقاء القبض على اثنين من عناصر الموساد، وتطور الأمر تدريجيا إلى استعمال بنادق القنص والسيارات المفخخة ومن أشهر من تم اغتيالهم بواسطة القناص هو جون كينيدي، أو حتى اختراق الحشود على نحو قتل المهاتما غاندي