خصوصيتنا السلبية تتجلى بأبشع صورها في أسلوب تعامل بعض أفراد المجتمع مع المرأة التي ما زالت «فئة ما» تعتقد أنها نصف إنسان تحتاج إلى أن يكملها الرجل حتى تستطيع أن تعيش، فقد ربى المجتمع إناثه وذكوره على حقيقة أن الرجل وصي على المرأة في كل شيء، وخلط بين المحرم الشرعي الواجب تواجده في السفر فقط وولي الأمر الذي أصبح تواجده ملزما لإتمام أي عملية تخص المرأة. هذه مشكلة، ولكن تكون المشكلة أكبر في اعتقادي حين تجهل المرأة حقيقة أن لها كامل الحقوق التي يتمتع بها الرجل، وكون أن رب العالمين حين خلقها أنثى فهذا لا ينقص منها شيئا كإنسان إلا في الميراث والشهادة، أما ما عدا ذلك فهي إنسان كامل، لها حقوقها الإنسانية ولها كيانها ومكانها الكامل في المجتمع، فكونها امرأة لا يعني أنها لا تعي ما حولها أو أنها ناقصة غير قادرة على التصرف بحياتها بالطريقة السليمة، وحين تبحث عن استقلاليتها فهذا لا يعني استبعاد الرجل أو تهميشه، ولا يعني تمردها عليه! المرأة هنا لا تحارب الرجل أو تنافسه في مكانه وحقوقه، بل هي تبحث عن مكانها المستقل الطبيعي جنبا إلى جنب مع الرجل، فبتواجدها الكامل مع تواجد الرجل الكامل نحصل على مجتمع متكامل. إن كثيرا من النساء يجهلن هذه الحقوق التي تحق لهن والسبب ناتج عن الطريقة التي تربين عليها وعلى نظرة النقص التي حصرت المرأة فيها، رغم أن الإسلام حفظ حقوق المرأة كاملة وحفظ دورها الفعال حتى في المعارك وهي أصعب المواقف التي من الممكن أن يواجهها الإنسان، لم يلغ دورها ولم تعطل ولم تمنع بسبب الاختلاط، بل أوكلت المهمة المتناسبة مع إمكانياتها الجسدية والمعنوية وكانت بجانب الرجل في رسالة الإسلام. هذا الفهم وهذا التكامل والانسجام بين المرأة والرجل في التعايش هو ما نحتاج إليه، وغيابه هو سبب مشاكل جمة يعيشها مجتمعنا، فنظرة النقص التي حصر فيها نصف المجتمع لن تصنع منا مجتمعا متطورا منتجا كما نطمح.