أصبحت مخلفات استغنى عنها الجيش الأمريكي بعد انسحابه من مدينة الأنبار، كبرى المدن العراقية من حيث المساحة، ملاذا لسد متطلبات الأسر الفقيرة التي لا تقوى على تأمينها لارتفاع الأسعار في السوق المحلية. وشرع مقاولون عراقيون بتشييد ساحات واسعة لتخزين ملايين المعدات التي تم شراؤها من الجيش الأمريكي، وهي عبارة عن مخلفات عسكرية لوجستية استغنى عنها الجيش مع بداية انسحاب قطاعاته العسكرية من مدينة الأنبار، لتتحول إلى خردة تباع في السوق المحلية العراقية، خاصة الأجهزة الكهربائية وأجهزة التبريد والمعدات الإلكترونية والكرفانات ومولدات الطاقة الكهربائية، وأشياء منزلية أخرى متنوعة. ورغم رفض شريحة واسعة من العراقيين التعامل مع هذه المخلفات، فإن العوائل الفقيرة سارعت بشراء بعض الأجهزة الكهربائية وكرفانات السكن لرخص أسعارها في محاولة للتخفيف من وطأة الظروف الصعبة التي يعانونها. وقرر الجيش الأمريكي قبل أشهر من عملية سحب الجزء الكبير من قطاعاته، نهاية أغسطس الماضي من العراق، بيع ملايين القطع من الأجهزة والمعدات التي تعد تكاليف نقلها إلى أمريكا أكبر من قيمتها الحقيقية، بعدما كان يستخدمها لأعوام في مهمته العسكرية، لينتهي بها الأمر في ميادين الخردة لتباع في السوق المحلية .