انتخب حزب العمال البريطاني المعارض خلال مؤتمره العام، الذي عقده أخيرا في مانشستر، إدوارد ميليباند رئيسا جديدا له. واستطاع وزير البيئة السابق تحقيق الفوز بفارق ضئيل على شقيقه وزير الخارجية السابق ديفيد ميليباند، بعد التنافس مع ثلاثة مرشحين آخرين هم إد بولز، وآندي بورنهام، وديان آبوت، لخلافة رئيس الوزراء السابق جوردن براون، الذي استقال بعد هزيمته في الانتخابات العامة مايو الماضي. ورغم أن ديفيد حصل على نسبة عالية من أصوات نواب الحزب وأعضائه ومندوبي الاتحاد الأوروبي، إلا أن إد عاد وتفوق بفضل أصوات النقابات والجمعيات التابعة لها. قضى إدوارد مليباند حياته في ظل أخيه ديفيد، وزير الخارجية البريطاني السابق. فقد درس نفس المواد، وهي الفلسفة والسياسة والاقتصاد في نفس الكلية بجامعة أوكسفورد الشهيرة، ثم اتبع خطى أخيه واتخذ دورا صغيرا في حزب العمال. ورغم أن أحد الأخوين كان من أنصار توني بلير بينما الثاني وراء جوردون براون، إلا أنهما عاشا في نفس الشقة مدة طويلة. وخدم الأخوان ميليباند في حكومة براون، رغم أن منصب إد وزيرا للبيئة كان ثانويا شيئا ما، وكان يقدم نفسه في الاجتماعات بدعابة قائلا: «أنا الميليباند الآخر». لكن فوز إد الباهر بزعامة الحزب قد يجعل ديفيد يقدم نفسه بتلك الطريقة من الآن فصاعدا. ولا يمكن توقع تأثير هذه الانتخابات في علاقتهما الأخوية، رغم أنهما كانا يؤكدان طوال الوقت خلال الحملة أنها «وطيدة». وقبل ظهور نتائج الاقتراع بقليل، عندما تبين أن الأخوين لا يفصل بينهما الشيء الكثير، ظهر بعض التوتر بينهما، ولو أنهما تفاديا المواجهات أمام الملأ. وأكد أنصار ديفيد أنه لم يحسم أمره بعد فيما إذا كان قبوله بمنصب قد يعرضه عليه شقيقه سيعرقل عمل إد أو يعززه. وأكدت بعض المصادر أن مستشاري الأخوين ميليباند عقدوا اجتماعا سريا لمناقشة دور كل أخ في حال الفوز والخسارة. والغريب أن الترشيحات كانت تقف مع ديفيد، الشقيق الأكبر، الذي أكد أنه لن يترك العمل السياسي في حال عدم فوزه بزعامة الحزب. أما إيد، فقد أوضح أن أولويته ستكون توحيد الحزب في حال فوزه، وجعله حزبا معارضا قويا. واشتهر إدوارد بلقب «إيد الأحمر» الذي التصق به بسبب ميله إلى اليسار. ولكنه رفض هذا الأمر في أكثر من لقاء مع أجهزة الإعلام عقب الفوز، مؤكدا أن الحزب لن يميل إلى اليسار في ظل قيادته، «هذه التسميات لا تساعد. ليس هذا الطريق الذي أرى عليه قيادتي، قطعا لا». وأوضح أنه حتى والده الماركسي الراحل ما كان ليعترف بهذا الوصف. ورفض ما تردد عن أنه سيكون خاضعا للنقابات العمالية. وقال: «أنا رجل مستقل الرأي وفي صلب الأحداث السياسية». وعن التهديد بإضرابات خلال فصل الشتاء ردا على خطط خفض الانفاق، أوضح إد أن الإضرابات «دائما ما تكون الملاذ الأخير». ولكنه أضاف أن للنقابات دورا مهما في المجتمع، والغالبية العظمى من قادة الاتحادات أبدوا «حسا كبيرا بالمسؤولية»، محذرا من لغة مبالغ فيها ومن اللعب بالتهديد بالإضراب. وأوضح أنه سيضع نصب عينيه هدف إعادة حزب العمال إلى السلطة «لكن ذلك سيكون تحديا صعبا، وطريقا طويلا»