كل الدلائل أيها السادة تشير إلى أن لدينا مشكلة كبرى مع مفردة «الفرح»! التي نجني عليها ونشوه سمعتها عمدا كلما صاح أحدهم «مهرجان» أو «عيد وطني» أو حتى «مباراة كرة قدم مصيرية»! فلا نحن تركنا تلك المفردة وشأنها، ولا نحن أحسنا استخدامها في مكانها وزمانها الصحيحين!. وعندما تدل «فرح» على السعادة والسرور والبهجة والانبساط في كل قواميس الدنيا، فهي تنقلب هنا إلى أشياء أخرى عندما نحملها فوق طاقتها ونحورها عن معناها بما يكفي لجعل «الفيروز أبادي» و«ابن منظور» يعيدان النظر في قاموسيهما من أول صفحة!. راقبوا فقط عناوين الصحف في يوم الوطن التي ستواكب الحدث بالعناوين التالية «سيرة مؤسس حب ووفاء انتماء قصة بطولة إنجازات احتفالات مهرجانات»، ثم لكم أن تراقبوا عناوين نفس الصحف في اليوم التالي منه والتي ستغرق في عناوين مخجلة ك «تعطيل تحرش تفحيط تحطيم تكسير أعمال شغب تهشيم»! وكل ما سبق نقوم به تحت «مظلة الفرح» تلك المظلة التي لا يمكن أن يقف تحتها مرتكب الأفعال السابقة!. ولأن ثقافة الفرح تكاد تنعدم هنا فلم يتبق إلا أن نعيد صياغته من جديد ونتدرب من أول خطوة على الاحتفال «سلميا» في كل أفراحنا ثم نحلف لك «مهشم» و«مكسر» و«متحرش» و«مفحط» على المصحف الشريف أن ما يقومون به ليس من مرادفات كلمة «فرح» لا من قريب ولا من بعيد!. أما الجهات المعنية فليتها تسارع بخطى التوعية حتى لا يأتي ذلك اليوم الذي نكتب فيه «فرح» مقرونا ب «والعياذ بالله»!.