هل من الممكن أن تصبح ألمانيا دولة إسلامية بعد مئة سنة؟ في كتابه «ألمانيا تلغي نفسها» أطلق عضو الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني وعضو مجلس إدارة البنك الاتحادي الألماني «دويتشه بانك» تيلو ساراتزين تحذيرا- حسب نظرته – أن ألمانيا، باستقبالها للمهاجرين المسلمين من الدول العربية والإسلامية غير المؤهلين لتسلم وظائف فعالة ومهمة, والذين يعيشون بمعزل عن المجتمع الألماني دون اندماج مع فئاته، ستصبح بمرور الزمن دولة إسلامية. والخطير في كتابه ما ذكره من أن جينات المسلمين تختلف عن جينات الألمان, فهم لا يتعلمون اللغة الألمانية، ولا يندمجون في الثقافة والمجتمع الألماني, بل ذهب إلى أنهم لايجيدون سوى بيع الخضار. في رأيي لم يكن مفاجئا ما ورد في هذا الكتاب من آراء، التي هي رد فعل يتسم بالتشنج والتعصب غير المستغرب. فالمهاجرون بدورهم قدموا إلى هذا البلد طلبا لظروف حياة أفضل, ولكن بالطبع ليس كل من هاجر يحسن التعامل مع بلد وشعب وثقافة مغايرة لما في بلده الأم, إما عن جهل غير مقصود أو اعتقاد منه أنه يستطيع نقل نمط حياته في بلده الأم كما هو في بلد المهجر. وهذا ما يحدث لدى بعض المهاجرين من عدم القدرة على التأقلم ثم الفشل أو على أقل تقدير عدم الاستفادة من الظروف المهيأة لتحقيق حياة أفضل. الدول المصدرة للمهاجرين تتحمل جزءا من المسؤولية فيما يلقاه هؤلاء المهاجرون من صعوبات معيشية تدفعهم للهجرة. كما أن الدول المستقبلة للمهاجرين، ومنها ألمانيا، ملزمة بتحمل تبعات استقبال المهاجرين، مما يصدر من بعضهم فلكل شي ضريبة؛ فتناقص عدد السكان في ألمانيا وحاجتها إلى مهاجرين لشغل أعمال ومهن معينة يفرض عليها تحمل أي نتائج سلبية للهجرة إلى أراضيها, وهذه سنة الحياة فلكل شيء ثمن وضريبة. المهاجرون بدورهم بإمكانهم التعايش مع نظرائهم أصحاب البلد المضيف مع عدم تضييع أو تشويه هويتهم الإسلامية، وهذه هي المعادلة الحضارية.