لا يستحق الهلال مديحا على كوارثه في لقاء الغرافة، والأهداف الأربعة التي هزت شباكه وكانت قابلة للزيادة لولا أن تراخي الفريق المضيف سمح للهلال بإحراز هدفين في آخر دقائق الحصة الإضافية الثانية، ليأتي التأهل «المخجل» الذي جعل الجماهير الهلالية تفرح على استحياء، ولكنها في النهاية اقتنعت بالواقع، فالتأهل رغم الخسارة أفضل من خروج فضائحي على وقع الرباعية. الغريب في الأمر أن المهاجم الدولي ياسر القحطاني الذي سجل هدفا فيه الكثير من الحظ، وأضاع فرصا أثبتت قلة حيلته أمام المرمى، خرج بتصريح عقب المباراة كان من ضمن ما قاله فيه «احترقنا من أجل الفوز»، ولا أعلم إن كان ياسر يعتقد أن المتابع، قليل استيعاب ولا يفقه في أبجديات الكرة شيئا، حتى يصدق مجموعة الكلمات المصففة التي ذكرها. .. في دوري أبطال أوروبا قبل سبعة أعوام تقريبا، فاز ميلان بتشكيلته المدججة بالنجوم وبقائد بحجم باولو مادليني وصانع ألعاب مثل ريكاردو كاكا، على ديبورتيفو لاكرونيا الإسباني بأربعة أهداف لهدف ذهابا في ربع نهائي المسابقة، وفي الإياب خسر ميلان برباعية نظيفة ودع بسببها البطولة. في هذه اللحظة لم يقل مالديني الذي يعد واحدا من أشهر وأنجح «الكباتن» على مستوى العالم: إنهم قاتلوا ولم يحالفهم الحظ أو اختلق أعذارا لنفسه لتخفيف حدة غضب الجماهير، بل قال: إنه وبقية زملائه لا يستحقون أن يطلق عليهم لاعبين محترفين، ولا يستحقون أن يرتدوا قميص ميلان صاحب الصولات والجولات في إيطاليا وأوروبا. لذلك كمتابع، أنا مع ما قاله مالديني عن نفسه وزملائه، ولست مع مبالغات ياسر.. ال 11 لاعبا الذين مثلوا الهلال في مباراة الغرافة لا يستحقون أن يحملوا اسم الهلال أو يرتدوا قميصه، عطفا على ما قدموه، أحرقوا قلوب جماهيرهم باستهتار لم يكن له أي تبرير، وكادوا لولا الحظ الذي أدار ظهره للغرافة في آخر الثواني، يكونون عارا على جماهيرهم الصادقة التي دائما ما تقف خلفهم وتدعمهم في أحلك الظروف. أتمنى في النهاية لو أن الأمير عبدالرحمن بن مساعد سحب مكافأة التأهل إلى نصف النهائي، بعدما قال: إنه سيفكر في ذلك الأمر جديا، لأن اللاعبين يستحقون التوبيخ والعقاب بدلا من المكافآت والهدايا، على أمل ألا تتكرر فضيحة الغرافة في قادم المباريات.