انضمت مجموعة من المحال التجارية والمطاعم والمدن الترفيهية والمخابز في المنطقة الشرقية لقائمة الجهات الداعمة لعمل المرأة، رغم الجدل الذي يحيط بهذه القضية. وبدخول هذه المحال للقائمة يصل عدد الجهات التي تشغل نساء في المنطقة الشرقية إلى 14 موقعا، من بينها أربعة مطاعم، وثلاثة مخابز، وسبع مدن ترفيهية كبيرة، وذلك وفق رصد قامت به «شمس». كما قامت مجمعات تجارية بتوظيف نساء للعمل في بيع تذاكر الملاهي بها، بل أوكلت لطواقم نسائية إدارة الأيام المخصصة للنساء، ما يعكس تطورا كبيرا في نظرة المجتمع لعمل الفتيات، مقارنة بما تم قبل ستة أعوام حين قرر صاحب مطعم «رنوش» بمدينة سيهات توظيف فتاتين للعمل في مطعمه كاشيرات، ولم يستمر عملهن سوى أربع ساعات بعد أن لاقت خطوته اعتراضا كبيرا. في استقبال العائلات استقبلت أقسام العائلات في عدد من المطاعم زبائنها بطاقم نسائي يقدم خدمات الطلبات والمحاسبة وإدارة القسم في حين اكتفت أخرى بتوظيف النساء في استقبال الطلبات عبر الهاتف. وذكر عبدالله عون، وهو مدير أحد المطاعم الشهيرة في محافظة القطيف، أن مطعمه قرر إدخال المرأة ضمن طاقمه منذ أكثر من ستة أشهر، لتقوم باستقبال الطلبات عبر الهاتف، وبعد نجاح التجربة يستعد المطعم لتوظيف ست فتيات لإدارة قسم العائلات بالكامل. وأضاف أن إدارة المطعم تخوفت في البداية من بعض ردود الفعل الرافضة لتوظيف المرأة للعمل في المطعم، تحسبا لأي تأثير سلبي لتلك الخطوة على نشاط المطعم إلا أن التجربة أثبتت أنها كانت خطوة موفقة، بل إنها لاقت استحسان عدد من مرتادي المكان الذين طرحوا فكرة إدارة قسم العائلات من قبل نساء بشكل كامل. وحظيت إدارة مجموعة من الفتيات لقسم العائلات في أحد المطاعم الجديدة في القطيف باستحسان عدد كبير من العائلات التي رأت في ذلك سببا للإقبال على هذا المطعم بدلا من الذهاب إلى المطاعم الشهيرة في المحافظة. واستقبل المطعم، حسب أحد الموظفات، أكثر من ستة آلاف طلب خلال أيام العيد ما جعل صاحب المطعم يعطي العاملات في القسم مكافأة إضافية نظير الجهود التي بذلنها. وقالت الموظفة التي فضلت عدم ذكر اسمها إنها بدأت العمل في المطعم مع خمس فتيات أخريات قبيل شهر رمضان ببضعة أيام، وكان المطعم يستقبل أعدادا قليلة من الزبائن في قسم العائلات، بينما كان عمل الموظفات يقتصر على استقبال الطلبات عبر الهاتف واستقبال الزبائن في القسم وأخذ الطلبات منهم، في حين يقوم عامل أجنبي بتقديم الطعام، إلا أن القسم أصبح نسائيا بالكامل قبيل العيد. وأضافت «كان لوجودنا دور مؤثر في جذب عدد كبير من الزبائن للمطعم الذي افتتح قبل أكثر من عام». أما آيات التي تعمل في استقبال الطلبات في ذات المطعم فترى أن عملها في المطعم وفر لها فرصة عمل مريحة ومناسبة وقريبة من سكنها، مضيفة أنها واجهت اعتراضا من بعض أفراد عائلتها بعد تقدمها للعمل في المطعم، إلا أن موافقة والدها شجعتها على إكمال هذه الخطوة. وتقول آيات «عمل المرأة في المطاعم ليس مألوفا ما جعل عائلتي تتردد في قبوله رغم أن مهمتي تقتصر على الرد على الهاتف وتلقي الطلبات وإيصالها لإدارة المطعم»، مضيفة «الراتب والدوام في المطعم مناسبان لوضعي، حيث حدد لي صاحب المطعم 1500 ريال راتبا، ودوام سبع ساعات من الثالثة وحتى العاشرة، مع توفير المواصلات، وهو أفضل عرض وظيفي حصلت عليه منذ عامين حيث عملت براتب مماثل دون توفير مواصلات في منطقة بعيدة عن سكني». ارتياح بين الزبائن ترى فاطمة محمد، إحدى المترددات على المطعم، أن عمل المرأة في أقسام العائلات بالمطاعم أفضل من وجود العمال الأجانب، لأن أغلب الزبائن من النساء. وتضيف «سعدت بوجود نساء يأخذن الطلبات، ويقدمن الطعام في المطاعم. خطوة المطعم كانت جريئة جدا وهادئة جدا، وقد أعجبني تعامل الفتيات العاملات في المطعم مع الزبائن .