استبعد الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» عبد الله البدري أن يؤدي نمو استخدام الطاقة المتجددة والطاقة النووية إلى تقلص دور المنظمة، وأكد دعمها لجميع مصادر توليد الطاقة، وتوقع في الوقت نفسه أن تستمر سيطرة النفط والغاز والفحم في المستقبل القريب على مصادر توليد الطاقة في العالم، وأوضح في تصريحات له أمس بمناسبة مرور 50 عاما على تأسيس المنظمة أن أوبك ليس لديها مشاكل في التعامل مع مصادر الطاقة الأخرى، مشيرا إلى أهمية تعاون الجميع . وفي معرض رده على سؤال حول مدى تأثر المنظمة بفرض عقوبات مشددة تجاه إيران بسبب برنامجها النووي أو في حال توجيه ضربة عسكرية ضدها، قال البدري: «تؤدي العقوبات إلى شقاء المواطنين ولكنها لا تتسبب في تداعيات مضرة للحكومات، وأنا دائما ضد فرض العقوبات، سواء كانت ضد دولة عضو في أوبك أو خارجها وأتمنى أن تحل المشاكل مع إيران بشكل سلمي، وهو الأمر الذي سيعود بالنفع على المنطقة بأسرها ويكفي الصراعات القائمة حاليا والتي تعانيها المنطقة، ولكن إذا ازدادت الأمور سوءا فسنواجه مشكلة في إمدادات النفط». وحول شكوى دول المنظمة من تحكم المضاربات وأسواق الأسهم في أسعار النفط بدلا من أساسيات السوق وهي العرض والطلب، قال البدري: «العالم يتعافى ببطء من الأزمة المالية والاقتصادية والمنظمة لا ترغب في زعزعة هذا التعافي، والحقيقة أن هناك كميات كبيرة من النفط في الأسواق، فضلا عن امتلاء المستودعات بالمخزون الاحتياطي وتوقف الأمور في الوقت الجاري على هذا النحو.. أرى من وجهة نظري أن العرض والطلب لا يتحكمان في أحوال السوق بسبب المضاربات وأسواق المال ومحاولة كل طرف الحفاظ على نصيبه في أسعار النفط وهو موقف غير طيب». وحول أهمية المنظمة في الوقت الجاري، قال البدري إن العالم يستفيد من عمل المنظمة «عندما تتراجع أسعار النفط إلى معدلات متدنية، على سبيل المثال، سيعني ذلك غياب الاستثمارات، وعندما تتراجع استثمارات الدول بشكل كبير في إمدادات وإنتاج النفط، يؤدي ذلك بالتالي إلى انخفاض كميات النفط المعروضة وسندخل في حلقة مفرغة»، وقال «غير أن وجود منظمة أوبك أتاح للعالم نموذجا للحوار لطرح المشاكل وسماع الأطراف الأخرى، وهو الأمر الذي يوفر احتياج المنظمة المتمثل في أمان العرض والطلب. هناك أرقام تتسم بالشفافية، ولهذا توجد استثمارات كبيرة في الإمداد بالنفط «. وأشار البدري إلى أن أهم التحديات التي تواجه المنظمة، حاليا ومستقبلا، تتمثل في الحفاظ على البيئة وتطوير تقنيات حديثة، فضلا عن أحوال السوق التي اختلفت عن الماضي مع ضرورة إيجاد بدائل لمصادر دخل لدول الأوبك غير النفط وأضاف : «لا أقصد بذلك توقف هذه الدول عن إنتاج النفط ولكن الهدف هو استغلال عائدات النفط كوسيلة لإيجاد مصادر دخل جديدة لهذه الدول». وعن الوسائل التي يمكن للمنظمة اتخاذها للعودة بالسوق إلى نظام العرض والطلب، قال البدري»هناك ظاهرة تسمى بالمضاربات وليس بمقدورنا التخلص منها وعندما ارتفع سعر برميل النفط عام 2008 إلى رقم قياسي بلغ 147 دولارا للبرميل، أصبحنا أمام أحد المواقف المجنونة التي تشبه كازينوهات القمار في لاس فيجاس، وعلينا ألا نسمح لهؤلاء اللاعبين بمواصلة اللعب ومن أجل تحقيق هذا الغرض نحن بحاجة إلى قواعد تشجع المضاربات بشكل متزن». وطالب البدري دول أوبك بالتخلص من تبعية الاعتماد على النفط والبحث عن بدائل، متمثلة في الصناعة والسياحة والثقافة والطاقة الشمسية وطاقة الرياح تحسبا ليوم تنضب فيه منابع النفط ومن أجل ضمان مستقبل الأجيال المقبلة وتوفير حياة كريمة لهم .