أحيانا يبدو تصرف عابر مؤشرا عن ظاهرة معينة أو يعكس عن رأي تجاه قضية عامة، ومن ذلك ما اتخذه أحدهم لقبا حركيا على شريط شات في قناة فضائية شعبية بأنه: «دكتور خراط»، وهو ما يؤهله أن يدلي بدلوه في كل شاردة وواردة وان يخوض بالحديث عن كل ما يخطر بباله فهو دكتور حتى وان كان مثل ما ذكر. وعلى الرغم من لمحة الفكاهة والطرافة التي اصطبغ بها اللقب، والانطباعات المقابلة التي تفاعلت معه وأصبح البعض يتسابق على فتح حوار معه في شتى المجالات وتبادل القفشات، إلا أن ذلك له بعد آخر يكشف عن الشعور العام تجاه الدكاترة المزورين أو غير المعتمدين والتي أبدت بعض الجهات الحكومية عدم اعترافها بهم، واتخذت إجراءات ضد من يضع أمام اسمه حرف الدال في المخاطبات الرسمية وكذلك بعض الصحف التي منعت إشهار الدرجة العلمية للكتاب في مقالاتهم العامة غير المتخصصة في مجالهم الأكاديمي. وهوس الدكترة بدأ يتنامى ويتضخم في الآونة الأخيرة بسبب الانفتاح التقني الذي سهل الحصول عليها عن طريق المراسلة والتوصيل المنزلي وفي المقابل المكانة الاجتماعية للدكتور التي وصلت ببعضهم إلى استيائه من إيقافه عند نقطة مرورية وتحرير مخالفة ضده!!. وقد تحدث مثقف جريء عن تضخم هوس الدكترة والعلاقة بينه وبين اختيار عضوية مجلس الشورى ومؤسسات المجتمع المدني، وان الاعتماد على هذا المعيار وحده ساهم في تفاقم المشكلة، أما في المجال الإعلامي فإن نسبة التأثير في الآخرين تكون أكثر حينما يكون الكاتب أو المتحدث دكتورا حتى وإن كان لا يملك من الدكترة إلا اسمها. هذه الأسباب هي التي دعت الكثير لملاحقة حرف الدال وتفضيله على حروف الأبجدية كلها ومحاولة الحصول عليه بشتى الطرق، وبعد الفوز به يطالب «الدكتور الجديد» الآخرين بتخزين اسمه في جوالاتهم تحت لقب «الدكتور».